الملحق الثقافي- سعاد محمد:
فكرةٌ باسمةٌ أن تنشغلَ بهديةٍ لبستان..
ربّما، من الأنسبِ أن تربطَ غيمةً بخيطٍ وتعلّقَها في إحدى شجيراته!..
المرورُ المقتضبُ بهذا البستانِ /بعض نزف من عذوبة/ الّذي ضيّعهُ إقليدسُ عيبٌ على الذائقةِ!..
ستضطرُ معجباً أن تطوفَ حوله، وترشَّ ماءَ وردِ البسملاتِ!
يضعُ علّيقُ الدّهشةِ يدَهُ على كتفِكَ، ويناولُكَ كأساً من هذا النزيفِ العذب!..
ويدعوكَ غصنٌ موسيقيٌّ لتصعدَ العباراتِ إلى أعالي التّجلي..
فتنتابُكَ( سقسقةُ ما قبلَ المعنى)..
ويكبرُ قلبُكَ كبالونٍ في يدِ زمّارٍ!..
ثمّةَ لافتةٌ من كرزٍ لا بدَّ أن تنصاعَ لها..
(جراحُ الرجلِ..
تضيفُ وسامةً إلى حكاياتِهِ
حتّى لو كانت جراحُ حماقةٍ
لكأنّها نبوءة)
تلبّي الدّعوةَ..
تتجوّلُ بين مساكبِ المقاصدِ الطّليقة كأنّكَ ابنُ الماء!..
يخطفُكَ هذا الاتساعُ، ويستبدٌ بك زهدٌ أمامَ سطوةِ غناه!
تتكلُ على المغزى وتسلّمُ نفسَكَ للطريقِ، الّذي حرّرَ يديك من جيوبِ العناوين..
(يمضون إلى غدٍ كهلٍ
يحملون من حنيني
أكثرُ مما يسمحُ به للمغادرين)!..
تسحبُ كرسيَّ التّأويلِ، وترجو القصيدةَ أن تغني لك..
(طفلة ً كانت..
تعرفُ تهجئةَ الكبار..
قالَ لها..
أخشى متابعةَ لعبك
قد تتأذى البراءة.
وقالت..
انظر إليَّ ولا تشرح..
قد أتلعثم في نطق نضجٍ قبلَ علاماته
لكني أقصده..
قال..
هبيني طفولةً
قالت..
أيها الطفل الكبيرُ..
خذ لُعبي)
وفي العبور. يراقص الشعر الندى. فيعبر تخته. أو فوقه.
(تعبُرين بخفَرِ وردةٍ
انهكَ وريقاتِها ندىً
فأقتفي العبق..
ويبتلّ بصري.
تخطُرين قصّةً
اتتبُّعُ سردَها..
أُضيعُ تفاصيلَها
شارداً معك ساردةً.
اسلّمك قصيدةً باقةً..
خاطراً بخاطر
تُمعن خواطرُنا بالإنشاء
ونتوالدُ في إعادة القراءة.
أصبّح على النّدى العالق..
فوق قمصان ورودك
فيبتلّ ردُّه بالتفتّح
وبسيولةٍ…
نحلّق بأجنحةٍ تنفض البلل.
أردّدك خاطراً..
يتناوبُ حريصاً على ترتيب حروفه شِعراً..
يُسمّيك قافيةً في قصيدةٍ
تمتدّ الى مابعد الإيقاع.
تعاودين الحضورَ
مواسم مطرٍ ..
لا يعرف فيضَ رذاذه
في أحواض المصبّات.
ويواصلُ الهطول.
أتوق لبللٍ..يستلزم تجفيفاً بالزفرات.
بعد رحلةٍ مع مطرٍ
يعرف سرَّ الإصرار على رفقته.
ويضحكُ في كل الأحوال)
يأتيكَ صبيُّ اللّغةِ بفاكهةِ البيانِ في طبقِ الرّمزِ، فتصلي على فضائلِ العنب..
(لغرابة يانعةٍ أرفعُ قُبّعةً..
من عنب)
وحين تقطفُكُ متعةُ الشعر..
تغادر متخماً بالرضى..
بعد أن تتركَ الكتابَ مفتوحاً..
حتّى لا يتجعّدَ فستانُ الغيمة!..
العدد 1190 –21-5-2024