الملحق الثقافي- سهير زغبور:
مامن جواهر تفقد ألقها مع الوقت لكنها قد تحتاج إلى إزالة مالحق بها من غبار .. فنلمعها على سبيل الوجود لا الإثبات … وهكذا هو الكتاب الذي كان ومازال الوثيقة الأبقى عند الشعوب ولاشك أن مرور الوقت لم ينقص من شأنه حتى مع تطور وسائل التواصل والقراءة ..لكنه أبعد القارئ عن متناوله هذا يعني أن الأمر يتعلق بالقارئ حصرًا .. لا بالكتاب لأنه كما أسلفنا لا يخضع لانتهاء صلاحية .. بل على العكس تمامًا بتنا اليوم أحوج إلى الرجوع بذاكرته حتى أقاصي القدم … كي نستعيد الكثير مما فقدناه نحن من عادات أصيلة وتقاليد لا غنى لنا عنها وأدب وشعر حقيقي والكثير من موضوعات الحياة التي بقي الكتاب وفيًا لها .. بعكسنا نحن البشر … فها نحن نسارع إلى استبداله بالقراءة الإلكترونية .. ربما لأنها أسرع متناولاً أو مجانية إن جاز التعبير وربما لانقرأ أبدًا .. ولأننا فقدنا البوصلة .. كان لابد من استعادتها .. خاصة بعد تلك الحرب الكونية التي عصفت بنا بتنا نحتاج كتبًا تعزز كل ماغرس فينا من حب للأرض للغة ولبعضنا … والأمر هرمي لابد أن نبدأه من أطفالنا الذين لم يشبهوا في تعاطيهم مع الكتب ماعشناه نحن من حميمية أو حتى مواضيع للقراءة …. فإن أوصلنا إلى الطفل بذرة القراءة .. نمت في دار كل منا شجرة حب ومعرفة لن تكسرها الريح … لأجل ذلك كان لابد من السعي باتجاه تعزيز الكتاب .. والأمر مهما صعب سيبقى سهل المنال كأن نشجع المكتبات المتنقلة والأسعار الرمزية لبيع الكتب أو المعارض الشاملة لتحفيز القراءة التي كانت وستظل غذاء الروح.
العدد 1190 –21-5-2024