الملحق الثقافي- ياسمين درويش:
قيل قديماً: خير جليس في الأنام كتاب، وهو قول مأثور متناقل عبر الأجيال، ولكن علينا الاعتراف أن ظهور السينما ومن بعدها الدراما التلفزيونية، قللت من التفاف القارئ حول الكتاب، وجعلته يجد السلوى في غيره من وسائل التسلية والترفيه، و لكن مع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي( السوشال ميديا) عاد القارئ إلى الكتاب كونه أصبح سهل المنال، سواء عن طريق قراءة القصص القصيرة أو القصائد المنشورة على تلك المواقع، أو عن طريق تحميل الكتاب بصيغة pdf، ومن ثم قراءته عن طريق الهاتف المحمول أو الحاسوب المحمول. و هكذا فإن القارئ صار باستطاعته ممارسة هواية المطالعة في أي مكان طالما أن هاتفه المحمول معه، سواء في منزله أو في وسائل النقل العامة، أو في عمله بعد إنهائه للمهام الموكلة إليه، عدا عن كون الكتاب الإلكتروني سهل المنال ورخيص الثمن، إذا ما قورن بالكتاب الورقي، ومهما حدث من تطور تكنولوجي ومهما تعددت وسائل الترفيه لا يمكن أن يفقد الكتاب ألقه وأهميته، فالمطالعة هواية الكثير من الأشخاص والقراءة غذاء الروح والقلب، فلا يمكن الاستغناء عنها بسهولة، وما معارض الكتاب التي تقام في الكثير من المحافظات السورية، وتباع فيها الكتاب بأسعار تشجيعية إلا خطوة رائدة لإعادة الألق إلى الكتاب، نحتاج الآن في سوريا أن نؤلف الكثير من الكتب ونكتب العديد من المقالات في مجال إحياء تراثنا السوري، ونسلط الضوء على عظمة سوريا ومجدها في جميع المجالات، سواء آثارها العمرانية أو تراثها الثقافي،وإعادة إحياء سير الرواد السوريين و تمجيد ما قدموه للوطن على مر الزمان، وهذا كله لنزيد اعتزاز الجيل الجديد بوطنه ونعزز الحس والانتماء الوطني لديه، خصوصا أن البعض منهم في بلاد الاغتراب وقد منعتهم الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد من زيارتهم لوطنهم الأم سوريا، وأقترح أن تتضمن الصحف المحلية والدوريات الثقافية مقالات عن أهمية وحضارة سوريا، وأن تكون مرفقة بالصور الملونة ذات الدقة العالية لتشد القارئ وتحفزه على المتابعة، وأختم مقالي هذا بالتشديد على أهمية الاهتمام بالكتب الموجهة للطفل، فالطفل الذي نشأ على حب القراءة سيكبر ليصبح قارئاً نهماً، فمن شب على شيء شاب عليه، ونلاحظ اهتمام الجهات المعنية ودور النشر الخاصة بكتب الأطفال ومنها العلمية والتعليمية وأهمها الموجهة للطفل في سن صغيرة.
العدد 1190 –21-5-2024