الملحق الثقافي- سعاد زاهر:
تتوضع الكتب من روايات ودراسات ومختلف الأنواع على أرفف أهم معارض الكتب في الوطن العربي غير عابئة بحرب ضربت بلادنا فترة طويلة، بل إن الكتاب السوري أينما حل كان التهافت يجد سبيله إليه.
في فترة سابقة كانت الروايات أول ما تتلقفه يد القراء، ودور النشر السورية حتى اليوم تركز عليها، لكن مؤخرًا بدأت ذائقة القراء تتجه نحو الدراسات وكتب الفنون والترجمة، وعلى ما يبدو أن الذائقة القرائية تحكمها اعتبارات عدة منها ماله علاقة بذائقة القراء الشخصية وأخرى لها علاقة بطبيعة الاحتياج المنهجي والدراسي، إضافة إلى اعتبارات دور النشر في الطباعة والنشر والترجمة…
ليس فقط التواجد في أهم المعارض الخارجية دليل على استمرار الكتاب السوري، بل الاهتمام بتواجده الداخلي من خلال الأنشطة الثقافية التي تحرص على حضوره وليس آخرها المعارض التي تقام بمناسبة يوم الكتاب السوري، والتي تحتفي بإصدارات أصرت على تواجدها في أقسى الظروف مختلف الجهات الرسمية المعنية بالكتاب من الهيئة العامة للكتاب، واتحاد الكتاب، واتحاد الناشرين السوريين…
الكتاب السوري والإبداع السوري موجود، ولكن المشكلة تكمن في حال القراءة كيف يمكن التقريب بين منتج الإبداع، وقارئه…؟
كيف يمكن ردم الهوة…؟
هل المعارض هي الطريق الأفضل، وهل نحتاج إلى معارض دائمة طيلة العام…؟
في جانب من الجوانب لا يمكننا أن نلوم القارئ، فالظرف الضاغط يحول بيننا وبين اقتنائه، مع تغير أولويات بشر يلهثون خلف جوانب حياتية لها علاقة بلقمة العيش، كيف يمكن لنا أن نجعل من أولوياتهم الهم المعرفي…؟
لا شك أنه هاجس مختلف الجهات الثقافية المعنية بحركة الكتاب في بلدنا، والتي تحاول من خلال مختلف السبل أن تجعل الكتاب في متناول قارئ ربما لا يمكنه الانفلات من كل هذه الأزمات إلا من بوابات المعرفة والثقافة.
العدد 1190 –21-5-2024