لم أسمع من صديقي الصدوق أبو حيدر أن أؤجل سفري من دمشق إلى طرطوس يوم الجمعة الماضية بعد انتهاء أعمال المؤتمر العام لاتحاد الصحفيين.. و حجة صديقي أن السير قليل و ربما تجد مشكلة بالتنقل..
جوابي كان بأنه إذا كان هناك تنقل من دمشق إلى طرطوس بشركات النقل فمن المؤكد أن التنقل في طرطوس و إلى مناطقها سيكون ” شغال ” خاصة و أن تصريحات سابقة أكدت أن لا تخفيض على مخصصات المازوت لوسائل النقل أيام العطلة الأسبوعية.. حتى لو كان هناك تخفيض 50% سيكون هناك مناوبات على جميع الخطوط ..
المهم كانت الرحلة من دمشق الساعة 12.30 ظهراً و وصلنا إلى كراج طرطوس نحو الرابعة بعد الظهر ..
ما حذر منه صديقي _أبو حيدر_ طلع في مكانه.
ليس هناك سرفيس واحد في كراج طرطوس و على جميع الخطوط .. كان منظر الكراج كئيباً وسط انتظار عشرات المواطنين لوسيلة نقل تقلهم إلى أماكن سكنهم دون جدوى..
انتظرنا أكثر من ساعتين دون أن نرى أي سرفيس.. و مع أن هناك من حاول ” تطبيق” سرفيس من خارج الملاك إلا أنه طلب 25 ألف ليرة للراكب بحجة أنه لم يوزع لهم مازوت و بالتالي سيشترونه حراً بسعر 15 ألفًا لليتر.. المهم تواصلنا مع رئيس مركز الانطلاق الذي بادر فوراً إلى تأمين المواطنين بطريقة المداورة و تغيير الناقل و كأننا نسافر من دولة إلى أخرى..
كانت سفرة ممغوصة وسط قصور واضح بأداء المسؤولين عن هذا القطاع و الذين يتلاعبون بمشاعر الناس ..
السيد محافظ طرطوس أيضاً مشكوراً تدخل و أبدى عدم رضاه عن هذا الموضوع مع وعده بأن هذا المنظر لن يتكرر ..
على المقلب الآخر و في ردهات فرع الأمن الجنائي بطرطوس و خلال مراجعتي لهم لاستكمال أوراق ادعائي على البعض ” الجاهل ” بموضوع الجريمة الإلكترونية نرى رقي المعاملة و كيف تقوم العناصر مع ضباط الفرع كخلية نحل ممزوج بالاحترام لكل من يراجع..
الأمر نفسه تلاحظه لدى مراجعتك إلى فرع الهجرة و الجوازات بطرطوس و هذا ما يترك انطباعًا إيجابياً وسط كل هذا الزحام ..
تحية لكل من يعمل بوطنية و غيرية لمصلحة وطني الذي يسعى لبلسمة جراحه .. و ترميم أوجاعه …