الثورة – حمص – سهيلة إسماعيل:
تشكل العادات الاجتماعية حاضنة للتراث الثقافي المادي واللامادي، ومن هذه العادات الأعراس وما تتضمنه من أغانٍ جميلة وقديمة، أو لباس خاص، وترتيبات يتم التحضير لها قبل حفلة العرس، وتختلف العادات من منطقة إلى أخرى، لكنها تتفق ببعض التفاصيل الجميلة فتذكرنا بالماضي وبساطته وعفويته، وحتى لاتُنسى تلك العادات بكل تفاصيلها المعبرة قدم المسرح القومي في حمص “فرقة جنود الخيال وهي لكشافة مارجرجس النحاسية” اليوم حفل عرس من تراث قرية زيدل في ريف حمص “العرس الزيدلي”، وبرعاية من وزارة الثقافة، فكان تجسيداً جميلاً للعادات المتوارثة في تلك المنطقة.
وفي تصريح للإعلاميين قال المشرف على الفرقة فوزي كسيح:
قدمت فرقتنا المؤلفة من 30 شاباً وشابة حفل “العرس الزيدلي” انطلاقاً من فكرة الحفاظ على التراث اللامادي السوري، والفكرة ليست حديثة، فقد سبق وأن تم تقديم الحفل ذاته في يوغسلافيا في سبعينيات القرن الماضي، الهدف من تقديم حفل العرس بكل تفاصيله وعاداته هو تعريف الجيل الجديد بالعادات الاجتماعية الجميلة، وكان العرس يتضمن التعليلة وهي عبارة عن تقديم أغان ودبكات قديمة مع جلسات هادئة يتم فيها العزف على الربابة، وهناك حنّة العروس يذهب أهل العريس إلى بيت أهل العروس وتحني العروس أصابعها، وكذلك يحنّي العريس أصابعه في بيت أهله، وترافق الحنّة بعض العداويات أو الهنهونات القصيرة:
دعونا يا رجال الله دعونا
دعونا نفرح لأخونا
وهالحنّة للعريس يتهنى
وحنّة الجاي لخيو تكونا
وأضف كسيح: تستمر الحنّة لمدة يومين، ثم تكون صمدة العروس في بيت أهلها، فتجلس في مكان مرتفع، ويحضر أهل العريس لاصطحابها إلى الكنيسة، ويكون العريس بانتظارهم لإتمام الإكليل للعروسين، وبعد انتهاء الإكليل يخرج الموكب بزفة إلى بيت أهل العريس، وهناك يتم وضع خميرة على باب الدار للدلالة على بركة قدوم العروس وخيرها الذي سيعم في منزل عريسها.. وتتضمن المرحلة الأخير ما يسمى الكرمة، أي إكرام الضيوف والمعازيم بوضع طعام الغداء لهم.
وختم كسيح حديثه قائلاً: ما زال بعض هذه العادات موجود في قرية زيدل ونتمنى أن تستمر لأنها عادات تدل على المحبة والفرح والألفة بين الناس. وهي أفضل بكثير مما يتم في صالات الأفراح المنتشرة بكثرة في وقتنا الحالي.
التالي