الثورة- بشرى فوزي:
تبدأ يوم الجمعة القادم العطلة الصيفية والتي ينتظرها الأطفال بفارغ الصبر بحثاً عن الراحة والمتعة والترفيه، وتعتبر طويلة، إذ تمتد لثلاثة أشهر وترفيهية، ويلجأ الأهل إلى البحث عن نشاطات مناسبة لهم ولأبنائهم، وتتنوع النشاطات الصيفية التي يكثر الإعلان عنها، وتتسابق المراكز الثقافية والمسابح والملاعب والصالات الرياضية لاستقطاب أكبر عدد ممكن وانتسابهم إليها في هذه الفترة الذهبية، ولكن تتصدر المسابح المشهد حيث يرغب الأغلبية بتوجيه أبنائهم للسباحة، وذلك نظراً لفائدتها كرياضة إضافة إلى الهروب من ارتفاع حرارة الطقس، إضافة إلى الرياضات الأخرى مثل كرة القدم والجمباز والكاراتيه وغيرها.
كما يفضل بعض الأهالي نشاطات المراكز الثقافية التي تعدّ أقل تكلفة وأكثر أماناً كالرسم والنحت واللعب بالصلصال والطين وغير ذلك، وهناك من يتجه للبرمجة واللغات وتطوير أبنائهم في هذه المجالات، ويفضل آخرون الموسيقا والتدرب على آلة ما يفضلها أبناؤهم.
ويفضل آدم وعمره عشر سنوات كرة القدم، وقد انتسب إلى أحد النوادي وهو مستمر في التدريب كل يوم جمعة أثناء العام الدراسي، ولكنه سعيد بانتهاء الامتحان وبدء العطلة، فهذا سيعطيه وقت أكبر لممارسة رياضته المحببة لقلبه، فهو يحلم أن يصبح لاعب كرة قدم عالمي ويحمل رغم صغر سنه الكثير من الأحلام والأمنيات.
أمّا عبير فهي تفضل المسبح لأبنائها كونه يقيهم حرّ الصيف الشديد في ظل ساعات التقنين الطويلة، ولكنها تشكو من ارتفاع أسعار الاشتراك لهذا العام عن العام السابق، فقد كان في الصيف الماضي للشهر الواحد ما يقارب ستين ألف ليرة، بينما ارتفع هذا الصيف رسم التسجيل إلى /١٥٠/ألفاً للطفل خلال شهر واحد، وأمّا الدورة الكاملة فقد ازدادت أيضاً لتصبح ٤٠٠ألف بعد أن كانت ١٣٠ ألفاً في العام السابق، ولكنها لا تجد مفراً من التسجيل رغم عدم توافر المواصلات في جميع المسابح، ولكنها وسيلة الترفيه الوحيدة لأبنائها وعددهم اثنين حسب قولها.
وتفضل علا التوجه إلى المراكز الثقافية حيث يتعلم أولادها اللعب بالصلصال والطين والنحت والرسم بأسعار رمزية، مؤكدة أنّها ترافقهم ذهاباً وإياباً لعدم توافر مواصلات، وتضطر لذلك حتى يشعر أولادها ببعض التغيير بين العام الدراسي والعطلة وتؤكد أنّه ليس لديها القدرة على تسجيلهم في نشاطات كالسباحة والجمباز والجودو وذلك لارتفاع تكاليف التسجيل.
المرشدة الاجتماعية غادة هلال تؤكد في حوارها مع «الثورة» على أنّ النشاطات الصيفية مهمة جداً للطفل واليافع حتى يشعر بالتغيير ويتمكن من العودة بعد انتهاء العطلة الصيفية بشوق ولهفة إلى مدرسته، ولكنها تؤكدعلى أنّ العطلة الصيفية ليست سباقاً يدخله الأطفال، وإنّما هي ترفيه وتسلية وتنصح هلال بالتوجه للنشاطات الصيفية والتي تلعب الأسرة دوراً مهماً في تشجيع وتحفيز أطفالها للاستفادة من النشاطات الصيفية، وتؤكد على ضرورة وضع خطة ومواعيد للنشاطات الرياضية والثقافية والترفيهية والابتعاد قدر المستطاع عن الألعاب الالكترونية والهواتف المحمولة وما تسببه من زرع مفاهيم العنف وتشويه لأفكار الطفل وتشتيت انتباهه.
السابق