الثورة-رويدة سليمان:
خضعت مدارسنا في مرحلة التعليم الأساسي في الصفوف، الأول والثاني والثالث الابتدائي لامتحان المسؤولية فلا مراقب في قاعة الامتحان يرصد تحركاتهم، أو ربما محاولات الغش الامتحاني، وكانت النتيجة أن نجح بعض الطلاب بإيقاظ حس المسؤولية، والبعض الآخر سقط وفشل، وأن يكون محط الثقة التربوية التعليمية التي تحاول وزارة التربية من خلال هذه التجربة تعزيزها، ونزع الخوف والارتباك والقلق الذي قد يصيب الطالب من مراقب يطلق صرخات التهديد والتحذير والوعيد.
حسناً فعلت الوزارة ببدء هذه التجربة في الصفوف الأولى وفرصة نجاحها كبيرة- إن اقترنت بحقنهم بفيتامين الثقة بالنفس والدافعية والاستقلالية وتنشيط مهاراتهم العقلية العليا من تفكير وتحليل واستنتاج ونقد، ولنا أن نتخيل ماذا لو طبقت هذه التجربة على طلاب شهادات التعليم الأساسي والثانوي!
القراءة الدرسية ليس الهدف منها النجاح في الامتحان فقط بل الفهم والاستيعاب في عملية تعليمية تعلمية تنطوي على جمع خلاق بين أساس المعرفة والتعلم العملي واكتساب المهارات الأدائية التطبيقية، وبناء قيم واتجاهات سلوكية تعبر عن روح نقدية مستقلة ومتوثبة للمعرفة والابتكار، وعندما يفهم الطالب ويعي المعلم هذه المعادلة يتجاوز الامتحان بثقة وتميز وهدوء واطمئنان بوجود مراقب أو عدمه.