الملحق الثقافي-سعاد زاهر:
في حضورها أو غيابها يمكن للمرأة أن تخلق حالة من الإلهام تلامسنا على الفور لأنها تكتب بنبض مغاير يدهشنا، الكيان الأنثوي حتى حين يعاني من التباسات مبهمة، فإنها هي الأخرى تجد مسرباً للإبداع حسب قربها وفهم المبدع لها.
الأمثلة عن نساء ألهمن الكتاب والشعراء لا تحصى البعض منها ما عاشه الأديب طه حسين مع زوجته الفرنسية حيث كانت العين التي يرى بها، وكانت حبه الأول والأخير، وكان «يصفها بأنها الملاك الذي بدل البؤس نعيمًا، و اليأس أملاً، و الفقر غنى، و الشقاء سعادة وصفوًا…»
أيضًا ما فعلته زوجة الشاعر الإنكليزي وليام بليك من فرط حبها لزوجها فقد سعت لتخليد زوجها بقناع لا زال متحف تيت في لندن يعرض هذا القناع التي ابتدعته كاثرين لزوجها الشاعر بعد ما منحته قبلة الحياة.
إذا كانت زوجة بليك قد منحته قبلة الحياة لحبها الشديد له، إذاً هل يرتبط الحب مع كل هذا التفاني الذي تفعله المرأة حين تحب…؟
بالتأكيد والأمثلة المضادة عن مبدعين عانوا وعاشوا الجحيم مع زوجات حين افتقروا للحب كما حدث للفيلسوف سقراط..
فلسفة العلاقة التي تجمع بين المبدع والمرأة في حياته لا يمكن لها الاتساق بملمح متشابه، لكل ثنائية تضاداتها وتجاذباتها التي تنعكس على اقتياد المبدع لكلماته لينجح في شدنا إلى منتج متغير لكن روحاً أنثوية خفية تطيره نحو سحابات إبداعية لا يقترب منها إلا من امتلك حلمًا وإلى جانبه رفيقة الروح والعمر، منتمياً إليها أبدًا، كي ينقذ روحه الإبداعية متكئاً على ثنائية الحب والإلهام.
حينها يختط انتاجات لا تنسى، تتزايد متعتها مع تقادم الزمن لتدلنا على تلك الروح الخفية التي سطرتها من خلف الكواليس، فعلها كثر ليس أولهم طه حسين ولا آخرهم الماغوط أو نجيب محفوظ…
ستستمر تلك الثنائيات لتغني الحياة وتنتج الإبداع، تجتاح كياننا كأننا ولدنا للتو رغم أنها ليست حكايانا..
العدد 1191 – 28 -5-2024