كيف بددت غزة اوهام نتنياهو وحولت قصته الخرافية الى نكتة سياسية يتداولها الصهاينة قبل غيرهم يوم يقول انه يدافع بمجازره عن مايسميه أمن “إسرائيل” بينما تخرج الحقيقة لتجوب بين الاروقة السياسية لاميركا والغرب وتنطق بلسان زعماء الصهاينة بأن نتنياهو يخوض الحرب والعدوان لاجل نفسه وبقائه في حكومة الكيان
الأكثر من ذلك انه يعاند الرئيس الاميركي جوبايدن علناً وانه لن يوقف العدوان حتى ولو دفعت الثمن أميركا كلها.
بايدن خرج للعلن ليدعو الى وقف إطلاق النار بعد تأخر ثمانية اشهر حدثت فيها افظع ابادة بحق الفلسطينين وخسر فيها الغرب قناعه الإنساني وماء وجهه الدولي وحتى تأييد شعوبه فهل تستحق اسرائيل كل هذه التضحيات.
تحولت غزة الى محور العالم سياسياً وانقلبت موازيين وتشكلت حركة شعبية عالمية تناصر القضية الفلسطينية مركزها الغرب نفسه الدي انطلقت من جامعاته صرخات الغضب ضد سياسة اميركا والغرب بحق الشعب الفلسطيني ورغم ذلك ضرب بايدن طلاب الجامعات الاميركية بالعصي واتهمهم بمعاداة السامية ووضعهم في سجون الاعتقال وطردهم من مقاعدهم الاكادمية وكذلك فعلت أوروبا صاحبة الصيحات الانسانية والتحررية حتى غدت في عيون طلابها وجامعاتها عجوز شمطاء اصيبت بالزهايمر السياسي والاخلاقي ايضا.
لا يمكن فهم ما فعله الغرب وعلى رأسهم اميركا من وقوف وراء نتنياهو في عدوانه الهمجي على غزة وحربه الطويلة من باب المصلحة المشتركة لكن الارتباطات السياسية الغربية باللوبيات الصهيونية تكاد تكون متشابكة ومعقدة لدرجة ان الغرب وفي لحظة الحقيقة غير قادر على تفكيك هذه العلاقة والدفاع عن اكثر قيمه تصديرا للعالم وهي الحرية والانسانية.
ولا يمكن أيضاً ان نفسر عجز الغرب امام نتنياهو فقط من باب الارتباطات السياسية والمصالح وبأن الكيان الاسرائيلي طفل الغرب المدلل ومسماره الاخير في المنطقة لكن على مايبدو ان هناك غياب واضح لقيادة سياسية غربية تحمل شخصيات وازنه قادرة على ادارة الخسارة و حسم الملفات
لا تبدو القيادة العالمية الغربية ذات ثقل واتزان بدءاً من اميركا التي تترنح بين ترامب المتهور وبايدن المتردد في انتخاباتها وليس انتهاءا بأوروبا التي يبدو انها تقاعدت من العمل السياسي في الشرق الاوسط وذهبت لتحضر المباريات مع انجيلا ميركل بينما تبل الحرب في اوكرانيا ذقنها.
