في الحقيقة ومن دون مجاملة لم يعد يعرف ” الواح ” شو بدو يحكي …على قولة ” جودي أبو خميس ” … اذا حكى على الأمور السلبية و الإضاءة عليها بهدف معالجتها ” بيطلعلك” واحد يدعي الغيرية و الوطنية و ينتقدك بعبارات ربما تصل إلى ” الجارحة ” و حجته ” المموهة” في ذلك أن على الإعلام أن يبث الروح الإيجابية و يظهر الأمور” الكويسة ” وإهمال السلبيات من أجل منح طاقة إيجابية المواطن …
على المقلب الآخراذا كتبنا على أمور إيجابية و محاولة تكوين رأي عام إيجابي و هذا يندرج من ضمن عمل الإعلام تجد العديد من المواطنين الذين لم يعجبهم هذا الطرح ويطالبون بالإضاءة على الهموم المعيشية اليومية و”ما أكثرها ” هذه الأيام وربما تصل بهم الأمور إلى مرحلة اتهامك بمحاباة الجهات التنفيذية و ربما أكثر … !!
نعم يمكن أن نقول :إننا وصلنا إلى مرحلة الحيرة في طريقة التعاطي مع الأحداث المتراكمة و التي أدت إلى ظهور سلبيات كثيرة في المجتمع و هذا أمر طبيعي في ظلّ أزمة مركبة تعرض له المجتمع على مدى سنوات من الحرب الإرهابية التي فرضت على سورية …
الإعلام هو شريك أساسي في البناء و كلما كان الإعلام قوياً كان المجتمع كذلك .. و العكس صحيح .. و لا بدّ من الاعتراف أن الإعلام اليوم ليس في أفضل حالاته خاصة مع إلغاء الصحف الورقية و اتباع سياسة التقنين الكهربائي و التي وصلت إلى نصف ساعة وصل مقابل ست ساعات فصل ..
هنا الأمر طبيعي أن تنتعش وسائل التواصل الاجتماعي كون الموبايل يكون في هكذا حالات الوسيلة الأسهل للوصول إلى الخبر أو المعلومة ..
المواطن السوري اليوم لا يتابع الشاشة الوطنية و السبب كما ذكرنا عدم وجود كهرباء ولا يقرأ الصحف الورقية بسبب إلغائها… ماذا يفعل المواطن بهذه الحالة .. ؟
نجزم أنه سيذهب في اتجاه ربما لا يرغبه .. و نستطيع القول :إنه مفروض عليه .. !
إذن يمكن القول: إن الإعلام حتى يستطيع بث الروح الإيجابية كما يطالب البعض ” المسؤول ” يجب عليه أن يؤمن متطلبات و مقومات عمل الإعلام …
أما حالة الانفلات المشهود في وسائل التواصل و الذي يستفحل خطرها بشكل متسارع و خطير يجب على الجهات التي تدعي الغيرية إيجاد حلول عاجلة لها و هذا لن يكون إلا بخلق إعلام وطني قادرعلى المواجهة..
ربما إن المسؤولين قد سمعوا عن الحالات الخطيرة التي يتعرض لها المجتمع جراء ألعاب الإنترنت ” القمار ” و اتجاه العنصر النسائي إلى التوجه نحو التعاقد مع وكالات من أجل المال ..
و ما يسبب ذلك من انحلال مجتمعي سيكون له آثار مدمرة على المستوى البعيد …
ناقوس الخطر دق .. و على الجهات المسؤولة أن تسابق الزمن عساها تستطيع ” الترميم ”
اللهم إني بلغت …

السابق
التالي