المعهد العالي للفنون المسرحية يكرم سندباد المسرح العربيّ غنام غنام

الثورة _ رفاه الدروبي:
مسرحية «بأمِّ عيني» عرضها باقتدار المؤلف والمسرحي والممثل العربي غنام غنام إذ ليس من السهل اقتحام عالم المنودراما سواء أكان مخرجاً أو كاتباً أو ممثلاً يتقمَّص شخصية محورية تُحدث التفرُّعات الدرامية وتتلاحق الأحداث فيها ليؤثر في الجمهور تأثيراً يتجاوز التماهي رغم أنَّه يدخل في أعماق النفس البشرية ووجدان المشاهدين المنجذبين للعرض المسرحي المُقدَّم على خشبة المسرح الدائري المعروف بفواز الساجر ضمن ملتقى الإبداع في المعهد العالي للفنون المسرحية.

من أريحا إلى جرش
المسرحي العربي غنام غنام أشار إلى أنَّه من أصول فلسطينية تعود جذوره إلى قرية كفر عانا، ومعناها مربوط بالإله عانات الكنعانية، وتعتبر من قرى قضاء يافا لواء اللد؛ لكنَّه ولد في مدينة أريحا القديمة داخل حارة شعبية تدعى البيادر ١٩٥٥، ثم هُجِّر منها حاملاً زاده وزوَّاده من مسرح سياسي اجتماعي بقي مربوطاً في ذاكرته عندما كان في الثانية عشرة من عمره، مستلهماً من مدينة أريحا أفراحها ولياليها وأربعة مشخصاتية سكنوا ذاكرته اعتبرهم أساتذة حقيقيين في المسرح وطدوا قناعته فيما يفعل بعد تهجيره مع أهله إلى مدينة جرش الأثرية وما تحمله من ملامح التاريخ المادي واللا مادي العريق ليعيش تجربة اجتماعية مختلفة فيها.
مدرسته الأولى أريحا
المخرج غنام لفت إلى أنَّ مدينة أريحا كانت مدرسته الأولى وشكَّلت هويته كي يتفاعل مع مجتمع جديد وجد صعوبةً بإعادة تكوين صداقات فيه لكنه بعد عام استطاع أن يعقد صداقات وثيقة مع زملاء له، إذ عرف أنَّ المسرح يُشكِّل هويته ومجتمعه وثقافته والدرع الحصين وبدونه يكون بلا لون ولا رائحة.
كما بيَّن بأنَّ رحلته في المسرح بدأت احترافية عام ١٩٨٤ لتظهر أولى خطواته مع مؤسس المسرح الأردني المعاصر هاني صنوبر، وكانت له إسهامات في تأسيس المسرح القومي في سورية أيضاً، لكنَّه فيما بعد توجَّهتْ أنظاره لتأسيس فرقة «موال» الخاصة به، بيد أنَّها لم تستمر لذا قصد طرقاً أخرى وجد فيها أنَّ المسرح أصلب وأصعب ويجب ألا يُهزم ولا يتوقَّف حيث قدَّم عدة عروض مسرحية بعد تشكيل فرقة مسرحية باسم آخر في تسعينات القرن الماضي لتتوالى نجاحاته، إخراجاً وتأليفاً وأداءً، وتبدأ رحلته مع المونودراما مدافعاً في مسرحه عن حارته وحياته ومستقبله وتاريخه في عام ٢٠٠٧.
سورية الداعمة
ثم ثمَّن دور سورية الداعمة للفن والفنانين إذ احتضنت تجربة المسرحي والكاتب والممثل غنام غنام بعرض مهم في المهرجان المسرحي، منوِّهاً بالعقبات المواجهة لمسيرته والمتمثلة بعدم دراسته للمسرح لكنّه دأب على إزالتها من طريقه بقراءة الكتب، مشدِّداً على طلبة المعهد المسرحي للوقوف بثبات وعدم الخوف وتبنِّي موقفاً إيديولوجياً وفكرياً، مشيراً إلى أنَّ غزة تشهد الكثير من الأعمال المسرحية رغم الحرب والدمار والقتل، فهناك مسرحيون يقدِّمون أعمالهم في ظل مسرح فلسطيني في حالة من النضج، وما يحدث للقضية الفلسطينية اليوم يرتقي لمستوى التحدي لتعود إلى واجهة المشهد العالمي بعد محاولة إنهائها وتصفيتها، لكن الدم النازف على أرضها في أيامنا الراهنة عبارة عن استحقاق والإنسان السوي يتجاوز العقبات ولا يقف عندها.
التجارب القدوة
مدير المعهد العالي للفنون المسرحية تامر العربيد أشار إلى أنَّ ملتقى الإبداع يستضيف أصحاب التجارب القدوة في مؤسسة أكاديمية عريقة، بالإضافة إلى احترام تجارب المبدعين وتقديمها للطلاب لاسيما أنَّ المشوار الطويل يجعلهم قيمةً وقامة نفخر بوجودهم، مبيِّناً أنَّ المخرج غنام قال إثر وصوله إلى دمشق: «جئتُ أستعيد نبض قلبي»، وتابع العربيد بأنه مسرحي وفنان صادق عرفته الخشبات العربية والمسرحيون والمهرجانات لأنه لا يدَّعي الفن بل يعيشه. حقاً إنَّه سندباد المسرح العربي وصاحب مشروع مسرحي يؤمن بما يقوم به كون فلسطين حاضرة دائماً والدرب من دمشق إلى فلسطين أقصر الدروب.
بدوره الناقد سعد القاسم أكَّد أنَّ المخرج والممثل والمؤلف غنام غنام صورة حقيقية ومشرقة خلقت لدى الحضور إحساساً مختلفاً واستطاع من خلال عرضه «بأم عيني» أن يُعرِّفنا إلى ما يحدث في فلسطين مع أهلنا المُتَّسمين بقدرة المحافظة على هويتهم وثقافتهم حيث يُقدِّمون بطولات تغيب عنا أحياناً لذا عرضها لنا بتفاصيلها مُوثِّقاً أحداثها في العمل المسرحي.
الفن سلاح
بينما أوضح الفنان التشكيلي والمسرحي محمود خليلي بأنَّ أهمية العرض يكمن في تقديمه داخل دمشق بتوقيت مناسب من قبل فنان فلسطيني عربي قادم من الأردن بعد أن جاب الوطن العربي ليعرض مسرحيته»بأم عيني»، واعتبرها شيئاً مهماً وملفتاً وضرورياً في المرحلة الحالية فشعبنا في غزة يقاوم وفنانونا يقفون إلى جانبه بنفس الطريقة والمستوى، لذلك تأتي أهمية المسرح موازية للفن التشكيلي والشعر والقصة كونهم كالطلقة في الميدان، وما قدَّمه غنام غنام جرعة من التفاعل والإحساس بالثقة العالية للفلسطيني والعربي إذ قدَّم فلسطين وشعبها وحضارتها المادية واللا مادية بما يليق بها وبقدسيتها وأصالتها العتيدة.
شهادات عربية
مديرة المعهد العالي للفنون المسرحية في مصر الدكتورة رانيا يحيى أشادت بالمخرج غنام غنام لأنَّه يُقدِّم عملاً مسرحياً حقيقياً حاملاً لقضية وطن، وأعماله المسرحية تستحق التقدير.
الممثل والمخرج العراقي جواد الشكرجي أفاد بأنَّه جاء من أريحا يحمل فلسطين معه أنَّى ذهب، حاملاً آهاته المتماهية مع أوجاع فلسطين وشعبها، مؤلفاً ومخرجاً وممثلاً، قدَّم الكثير للمسرح الفلسطيني وخصَّ بالذكر مسرحية «سأموت في المنفى» ودار بها العديد من بلدان الوطن العربي.. رجل تحدَّى الموت والحياة والصعاب كي يتحدث عن القضية الفلسطينية في أعماله.
بدوره المخرج والمسرحي المغربي أمين ناسور أفاد بأنَّه مبدع شجَّع الكثير من المواهب، واعتبره إنساناً من دون عمر فالعمر لايقاس بالسنوات بل بالشخصية.

آخر الأخبار
حوار جامع ومتعدد أرباحه 400%.. الفطر المحاري زراعة بسيطة تؤسس لمشروع بتكاليف منخفضة المحاصيل المروية في القنيطرة تأثرت بسبب نقص المياه الجوفية الخبير محمد لـ"الثورة": قياس أثر القانون على المواطن أولاً قوات الآندوف تقدم خمس محولات كهربائية لآبار القنيطرة إحصاء أضرار المزروعات بطرطوس.. وبرنامج وصل الكهرباء للزراعات المحمية تنسيق بين "الزراعة والكهرباء" بطرطوس لوقاية الزراعة المحمية من الصقيع ٥٥ ألف مريض في مستشفى اللاذقية الدوريات الأوروبية الإنتر وبرشلونة في الصدارة.. وويستهام يقدم هدية لليفر روبليف يُحلّق في الدوحة .. وأندرييفا بطلة دبي مركز متأخر لمضربنا في التصفيات الآسيوية هند ظاظا بطلة مهرجان النصر لكرة الطاولة القطيفة بطل ودية النصر للكرة الطائرة مقترحات لأهالي درعا لمؤتمر الحوار الوطني السوري "أنتم معنا".. جدارية بدرعا للمغيبين قسراً في معتقلات النظام البائد جيني اسبر بين "السبع" و"ليالي روكسي" هل نشهد ثنائية جديدة بين سلوت (ليفربول) وغوارديولا (مان سيتي)؟ مواجهة مرتقبة اليوم بين صلاح ومرموش تعادل إيجابي بين الأهلي والزمالك دراما البطولات (التجميلية)