الثورة – رفاه الدروبي:
افتتحت وزير الثقافة الدكتورة لبانة مشوح معرض “الزجاج السوري عبر العصور” نظمته المديرية العامة للآثار والمتاحف في المتحف الوطني ويستمر لنهاية الشهر الحالي.
الدكتورة مشوح أشارت إلى أنَّ سورية احتفلت منذ فترة بتسجيل مادة الزجاج المنفوخ على قوائم التراث العالمي اللامادي الإنساني والمعرض الحالي يندرج ضمن التزامات سورية بالترويج لصناعة الزجاج المنفوخ، والأهمّ إبراز دورها الحضاري في صناعته، لافتة إلى أنَّ مادة الزجاج اكتشفت في مملكة إيبلا في الألف الرابع قبل الميلاد وربَّما قبل ذلك، كما اكتشفت قطعاً زجاجية تتالت العصور على صناعتها وتبدلها حسب المواد وطرقها ونمطها.
وأضافت: إنَّ الأرض السورية والإنسان السوري المبدع الأول لصناعة الزجاج وتلوينه ونقل الصنعة إلى جميع أنحاء العالم، مبينة أنَّ المعرض يضمُّ قطعا نادرة من المهم جداً على المشاهدين أن يتفحصوها عن قرب ويقرؤوا عنها، منوهة بأنَّ نوعية القطع وندرتها ثروة وطنية للباحثين ولتاريخ صناعة الزجاج، والأهمّ عدد القطع الموجودة في عهدة المتاحف الوطنية السورية كمتحفي دمشق حلب الوطنيين، وليس باستطاعة مديرية الآثار عرض كل شيء في المعارض لكن يتمُّ انتقاء القطع المميزة و تستبدل مع الوقت.
كما أكدت الدكتورة مشوح على تحضير الوزارة بالتعاون مع مديرية الآثار والمتاحف ومؤسسة العامة للسينما مجموعة من الأفلام الوثائقية حول قصص التراث وسيكون الزجاج السوري إحدى أهمِّ القصص.
مدير عام الآثار والمتاحف محمد نظير عوض أكَّد على أهميّة المعرض كونه نظَّم بعد مرور عام على تسجيل الزجاج المنفوخ على لائحة التراث العالمي ويصادف مناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف وكان آخر معرض منظم عام ١٩٦٤ حيث يختص المعرض بالزجاج وتطور صناعته أو اللقى الزجاجية في المواقع السورية بدءاً من إيبلا وأوغاريت وبقية العصور مروراً بالفترة الرومانية والإغريقية حتى البيزنطية والإسلامية، فقد وصلت صناعته على ثلاثة مراكز مهمة في دمشق، حلب، الرقة، ووصلت إلى تطور كبير بسبب تطور تقنياته بعد أن أبدع السوريون في صناعته بواسطة النفخ لفترة أقدم من ذلك، وبعد أن طور التقنيات ووجد أدوات تعتمد على المادة الأولى لتصنيعه واستخدامه في صناعة الخزف.
وأوضح أنَّه تمَّ عرض قطع استثنائية من المتحف الوطني في دمشق ويوجد قطع أخرى في المتاحف السورية لا تقل أهميّة مصنعة من الزجاج مختلفة الأحجام والأدوات المختلفة، ابتداء مما اكتشف في ايبلا وأوغاريت من أوان مصنعة من عجينة الزجاج في الفترة الإسلامية في الفترة الملكية وصلت إليه صناعته إلى أوجها.
كما اعتبرت أمين متحف الشرق القديم الدكتورة ليلى السماك أنَّ المعرض من أهمِّ المعارض المتميزة جداً لأنَّه يظهر الجذور الحضارية لعجينة الزجاج وأصوله الأثرية، وتمَّ عرض مجموعة من القطع المهمة توزعت على خزانات بدأت بأقدم الفترات من الألف الثاني قبل الميلاد منها أربع خزن للآثار الكلاسيكية وأربعة للعصور الإسلامية، أمَّا عصر الشرق القديم فيضم ١١ قطعة مصنوعة من عجينة زجاجية القديمة وكانت ذات القوام الأساسي بها، إذ أخذت من الأرض السورية وكانت تختلف من حيث تقنيات التصنيع والمواد ومجموعة منها وجدت في تل مرديخ وتل الحريري وإيبلا ورأس شمرا، ويعود أقدمها إلى موقع إيبلا بدايات الألف الثاني قبل الميلاد، وكانت عبارة عن قارورة من معجونة زجاجية صنعت بمادة هشة تتأثر بعوامل مرور الزمن.
تم تناولت أمين المتحف الوطني في دمشق الدكتورة ريما خوام الحديث: إنه تمَّ اختيار عدد مهم من القطع والمنتجات الزجاجية عبر العصور من الألف الثاني قبل الميلاد إلى القرن التاسع عشر من مقتنيات المتحف وتعرف على تطور الزجاج السوري كإرث ثقافي من أقدم المنتجات الزجاجية وكمظهر لا تتعرض للطرق المتعارف عليها، وإنَّما عبارة عن سطح خشن تأثر بطريقة العناصر المكونة له لعدم شيّها بشكل كاف لكل العناصر الموجودة، وبوجود الألوان المكونة من الأكاسيد ويظهر فن وذوق اليد المنتجة ويعود أقدمها ضمن متحف الشرق القديم إلى الألف الثاني قبل الميلاد وبعضها إلى ممالك معروفة منها إيبلا، أوغاريت، ماري تحتوي على تماثيل وقوارير وصحون.
أمين المتحف الإسلامي في وطني دمشق الدكتورة نفين سعد الدين أفادت أنَّ القطع المعروضة بالفترة الإسلامية اكتشفت في الفترتين العباسية ونهاية العثمانية، منوهةً بأنَّ تنظيم المعرض دليل على أصالة الحرفة الموروثة عن أجدادنا وتتميز الفترة الإسلامية بتطورها وازدهارها نتيجة تطور المواد المستعملة فيها.