«علي البدري».. حبي الأول..

الثورة _ لميس علي:
كيف يمكن لشخصية درامية أو أدبية أن تحقّق تأثيراً يستمر لسنوات..؟
غالباً سيكون هذا النوع من الشخصيات مُحاطاً بعناصر داعمة وناجحة يشتمل عليها العمل نصّاً وإخراجاً، لتغدو ذات جاذبية واضحة.
بالعموم، يتفق كثيرون أن مسلسل (ليالي الحلمية)، نص أسامة أنور عكاشة وإخراج إسماعيل عبد الحافظ، الذي يُعرض حالياً على إحدى القنوات السورية، وعُرض سابقاً مرّات كثيرة منذ المرة الأولى التي قُدّم فيها أواخر ثمانينات القرن الماضي، إنه من أكثر الأعمال العربية وليس المصرية فقط، أكثرها نجاحاً.. شكّل حالة أكثر من مميزة واستثنائية من حيث النص/الطرح وجموع الممثلين والأداء.
إضافة إلى أنه قدّم حينها أسماء ممثلين شباب حقّقوا شهرة ونجومية فترة تسعينيات القرن الماضي..

من أبرزهم كان ممدوح عبد العليم الذي كُرّس في تلك الفترة نجماً أول لعديد الأعمال الدرامية مثل: «في قلب الليل»، «الحبّ وأشياء أخرى» العمل الذي أعاد فيه ثنائيته للمرة الثانية مع آثار الحكيم بعد «ليالي الحلمية».
ومع كل النجاحات والتميّز الذي حقّقه عبد العليم تبقى شخصية (علي البدري) الأكثر التصاقاً به.. وربما بذاكرة جيل كامل نشأ على أعمال درامية كانت بأغلبيتها فترة تسعينيات القرن العشرين ذات بصمة مصرية اعتمدت أعمالاً روائية، كما ثلاثية نجيب محفوظ (بين القصرين، قصر الشوق، والسكرية) أو رواية (في قلب الليل)..
إلى جانب محفوظ ثمة أعمال تمّ اقتباسها من روايات أخرى، كما مسلسل (خالتي صفية والدير) المأخوذ عن رواية بهاء طاهر، وأيضاً كان عبد العليم أحد أبطاله.
دون نسيان أن قسماً كبيراً من الأعمال الناجحة كان من إبداعات أسامة أنور عكاشة، وكان من أبرزها إضافة إلى «ليالي الحلمية»: (زيزينيا، الراية البيضا، عصفور النار، ضمير أبله حكمت، أرابيسك) وغيرها..
جميعها أعمالٌ شكّلت جزءاً من ذاكرة «طفولة»..
شخصياً.. أتذكّرها كما الحلم..
دون أن يمنع ذلك من أن تفاصيل بعض الشخصيات مازالت حاضرة ولا يمكن أن تنسى..
حفرت عميقاً.. وشكّلت حالة وعي..
وعي بأهمية «كيف» يمكن للإبداع (الفن، الأدب) أن يكون مؤثراً وصاحب فكر حقيقي.
فالشخصيات هي حامل لفكر/أفكار.. ولتغيرات.. أو لربما كانت حاملة لتبدّلات حقبة..
بمعنى هي انعكاس لمرحلة معينة..
تختصر الزمن.. أو تحمل أثمه..
وخير عمل عبّر عن كل ذلك، ضمن مختلف أعمال العقدين الأخيرين من القرن العشرين كان «ليالي الحلمية» بأجزائه الخمسة التي عكست تحولات مجتمعية ما بين خمسينيات إلى بداية تسعينيات القرن الماضي.. وأكثر الذين تأثروا أو تغيروا كان «علي البدري».. الشاب الحالم والرومانسي.. صاحب الرؤى والآراء الاشتراكية.. وهي الصورة التي لازمته على الرغم من انقلابه على ماضيه وأحلام شبابه.
في الجزء الثالث من المسلسل تقول إحدى الشخصيات عن «علي»: إنه من النوع الذي يحبّ امرأة واحدة فقط..
وهو ما كان من خلال قصة حبّه لـ(زُهرة).. الحبّ الذي لم يُكتب له الاستمرار.
يبدو (علي البدري) حلم (الحبّ الأول).. كما كان بالنسبة لي.. أكثر من كونه مجرد نموذج درامي..
الحلم.. الذي يغازل فتاة في أول مراحل وعيها..
والحبّ.. الذي يبدو بريئاً.. شفافاً.. وحقيقياً.. قياساً إلى جماليات عوالم درامية كانت فيما مضى.. فأين هي الآن..؟
أين نجوم دراما اليوم.. وأبطال الدراما المعرّبة أو المشتركة من نموذج «علي البدري»..؟
وكيف تمّ تقزيم الأحلام وحتى الحبّ.. وتصييرهما مجرد أشياء آنية.. تسترق متعة لحظية.. دون أي فكر.. أو قيمة..؟
وهل يمكن لنماذج أبطال دراما اليوم التأثير كما «علي البدري»..؟

آخر الأخبار
معسكرات تدريبية مجانية للنشر العلمي الخارجي بجامعة دمشق "كايزن".. نحو تحسين مستمر في بيئة العمل السورية نحو اقتصاد سوري جديد.. رؤية عملية للنهوض من بوابة الانفتاح والاستثمار بناء اقتصاد قوي يتطلب جهداً جم... اليابان تدرس.. ونائب أمريكي: يجب تعزيز التحالف مع سوريا استطلاع (الثورة) للشارع السوري في فرنسا حول رفع العقوبات مسابقة الخطلاء للشعر النبطي تخصص لسورية صيدلية مناوبة واحدة في مدينة طرطوس والنقابة توضح حذف الأصفار من العملة.. ضرورة أم مخاطرة؟! تأخر في استلام أسطوانة الغاز بدرعا مرسوم رئاسي بتشكيل الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية نقل مواقف الباصات لجسر الوزان .. بين الحل المروري والعبء الاقتصادي مرسوم رئاسي بتشكيل الهيئة الوطنية للمفقودين قوافل حجاج بيت الله الحرام تبدأ الانطلاق من مطار دمشق الدولي إلى جدة مرسوم رئاسي حول الهيئة العامة للتخطيط والتعاون الدولي "السورية للمخابز": تخصيص منافذ بيع للنساء وكبار السن  د. حيدر لـ"الثورة": زيادة "النقد" مرتبط بدوران عجلة الاقتصاد  وفد صناعي أردني  و٢٥ شركة في معرض "بيلدكس" وتفاؤل بحركة التجارة نوافذ التفاؤل بأيدينا...    د .البيطار لـ"الثورة": الدولة ضمانة الجميع وبوابة النهوض بالمجتمع  "الاختلاف" ثقافة إيجابية.. لماذا يتحول إلى قطيعة وعداء؟ الأمم المتحدة تكرر رفضها لخطة المساعدات الإسرائيلية الأمريكية لغزة