اللغة والأسلوب في صناعة المحتوى بضيافة “الكُتّاب العرب” في حلب

الثورة – حلب – فؤاد العجيلي:

في ظل التقدم العلمي والتكنولوجي والتحول إلى عالم الرقمنة لابد تطور تقنيات التعليم لتواكب هذا التقدم، وإلا فلن نجد لمخرجات الأدب والثقافة العربية مكاناً في هذا العالم الرقمي.
هذا ما أوضحته الدكتورة هيفين عبد الحنان محمد في محاضرتها التي استضافها فرع اتحاد الكتاب العرب بحلب بالتعاون مع مديرية الثقافة، مشيرة إلى أن الرّسالة قديماً كانت تؤدّي خدمة للبشريّة، واليوم حلّت محلها الرّقمنة فصارت تحمل خصائص الرّسالة وتوفّر خدمة للمجتمع، ولكن مع تغيير في أداء العمل، إذ أن الرّسالة قديماً كانت تقدِّم محتوى مكتوباً بخطّ يَخطّ الكلمات في ورق فتصلك خلال مدّة تطول أو تقصر، أمّا الرّقمنة اليوم فتقدّمها لك بطرق مختلفة، فتستلم الرّسالة فور انطلاقها من المرسِل وفيها كلّ البيانات، وليس على شكل نصوص مكتوبة فقط بل تتمثّل في شكل أصوات وصور مرئيّة تصويريّة وتصميمات.
وأضافت الدكتورة هيفين: إذاً نحن أمام متغيّرٍ تغيّرَ عبر الزمن وفرض نفسه على حياتنا كلّها، فصار البديل الّذي يوفّر فرصاً جديدة ويقدّم الاحتياجات ويلغي الحواجز- فهو غير محكّم بنطاق جغرافيّ معيّن- وكلّ ذلك بطريقة سريعة ومباشرة، الأمر الذي يضعنا أمام فرصة، ألا وهي: إمّا أن نجيد الاستخدام أو التّعامل مع هذا المتغيّر فنراقبه ونفهمه ونكتشف ونستكشف الواقع من خلاله أو نسيء فنخفق في تفعيل هذا المفهوم عندنا.
وتساءلت.. كيف أكون أمام هذا المتغيّر؟ كيف أجيد توظيف هذا المعطى الحضاريّ الجديد بكلّ ما يقدّمه؟ كيف أكتب رسالتي وبأيّ لغة وبأيّ أسلوب؟ خاصّة أنّنا أمام نظام عالميّ جديد سيطر على العالم بأكمله وما يهمّ أو يوافق هذا النّظام العالميّ الجديد هو جيل الشّباب، فأصبحنا أمام تحدّ إمّا أن نكون موجودين وفعّالين أو نكون موجودين مهمّشين.
وأردفت بالقول: كيف أبني جيلاً موجوداً وفعّالاً؟ كيف أخلق مدرسة جديدة تناسب متطلّبات العصر؟ وللإجابة على هذه التساؤلات انتقلت بنا المحاضرة لتضعنا في صورة ما يجب علينا فعله لمواكبة هذا التطور، وأنه بإمكاننا أن نخلق جيلاً موجوداً وفعالاً من خلال تقديم وعرض نماذج ناجحة من شباب موهوبين في مجال قوة الحضور على شاشات مواقع التواصل ليحتذى بهم، شباب من النخبة المتميزة يصنعون محتوى رقمياً هادفاً قادراً على فهم الواقع بصورة صحيحة، فمن خلالهم نحن نستطيع أن نخلق مدرسة جديدة تناسب متطلّبات العصر، وكذلك من خلال منصات يبثها أساتذة أكاديميون، فهم الذين يستطيعون نشر الأفكار، وهم الذين يكون لهم تأثير خاصّ على الدوائر الداخلية والخارجية، وهم الذين يستطيعون وضع القواعد والأسس السليمة للجيل الجديد.
يذكر أن الدكتورة هيفين محمد محاضرة في معهد اللغات بجامعة حلب قسم اللغة العربية، ولها كتابات متعددة في عدد من وسائل الإعلام المحلية والعربية.
استمع إلى المحاضرة رئيس وأعضاء فرع الاتحاد وعدد من أساتذة قسم اللغة العربية بجامعة حلب إلى جانب نخبة من المثقفين والأدباء وجيل الشباب.


تصوير- خالد صابوني

آخر الأخبار
تقرير أممي: داعش يستغل الانقسامات والفراغ الأمني في سوريا لإعادة تنظيم صفوفه تفقد واقع الخدمات المقدمة في معبر جديدة يابوس هل تصنع نُخباً تعليمية أم ترهق الطلاب؟..  مدارس المتفوقين تفتح أبوابها للعام الدراسي القادم عندما تستخدم "الممرات الإنسانية" لتمرير المشاريع الانفصالية ؟! محاذير استخدام الممرات الإنسانية في الحالة السورية المساعدات الإنسانية. بين سيادة الدولة ومخاطرالمسارات الموازية الاستثمار في الشباب.. بين الواقع والطموح د.عمر ديبان: حجر الأساس لإعادة بناء سوريا القوية  "حساب السوق لا ينطبق على الصندوق" تحديد أسعار المطاعم وتكثيف الرقابة الحل الأنجع "مجزرة الكيماوي".. الجرح النازف في أعماق الذاكرة .. المحامي زهير النحاس : محاسبة المجرمين ركيزة لبنا... إنارة الشوارع بجهود أهلية في الذيابية تعاونيات إنتاجية فلاحية بالتعاون مع المنظمات الدولية الفطر المحاري .. جدوى اقتصادية عالية..  تدريب السيدات بمصياف على زراعته المراكز الثقافية تفتقد أمزجة المثقفين..  تحولات الذائقة الثقافية أم هزالة الطرح..؟! عصام تيزيني لـ"الثورة": الإصلاحات الهيكلية الاقتصادية تحسن واقع الصناعيين والمواطنين المناخ في سوريا .. تحديّات كبيرة على التنمية والأمن الغذائي  فايننشال تايمز: سوريا الجديدة في معركة تفكيك امبراطورية المخدرات التي خلّفها الأسد يفتح آفاقاً واسعة لفرص العمل.. استثمار "كارلتون دمشق".. يعكس أهمية التعاون العربي   الموفدون السوريون يطالبون بالعفو والعودة عبر "الثورة".. والوزارة ترد   ذكرى الكيماوي في الغوطتين.. جرح مفتوح وذاكرة عصيّة على النسيان قلب شجاع من تل أبيض ينال التكريم.. أبو عبدالله يثبت أن الإنسانية أقوى من المستحيل