الثورة – غصون سليمان:
تزخر الطبيعة السورية بتنوعها الحيوي وغناها بالنباتات الطبية التي باتت مشهورة على مستوى العالم، ومنها الوردة الشامية “الجوري”على سبيل المثال لا الحصر.
ويأتي السوسن كنبات متأصل في مناطق عديدة من بلدنا سورية، ويزيد عدد أنواعه عن ثلاثين نوعاً موجوداً في مناطق مختلفة من القطر.
ولكن مع جملة الظروف القاهرة خلال سنوات الحرب الإرهابية والحرائق والتحطيب الجائر التي عبثت بجمال الجغرافيا، كثرت الدعوات اليوم لإنقاذ بعض النباتات والورود والتي لها بصمة في صون هويتنا وتراثنا الطبيعي، ومنها السوسن الدمشقي، والذي كان شعار الاحتفاء باليوم العالمي للبيئة والتنوع الحيوي، الذي أقامته كلية العلوم بالتعاون مع الاتحاد الوطني لطلبة سورية والمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة “أكساد”.
حلول منهجية
المؤتمر كان غنياً بمحاوره البحثية ومشاركية من الكفاءات والخبرات المتخصصة من داخل القطر وخارجه، فقد ركزت المناقشات في الإطار العام على وجوب الحفاظ عليه من الانقراض والاختفاء من الوجود، إذا لم نكن جميعاً متكاتفين بغية الحفاظ عليه، فقد بينت الأبحاث التي أجريت على السوسن الدمشقي- أو كما يقال له سوسن قاسيون- إمكانية الاستفادة منه في مجال النباتات الطبية والحفاظ على البيئة الطبيعية.
إذ يعد التنوع الحيوي من القضايا ذات الأهمية الكبرى في بقاء الإنسان والكائنات الحية لطالما هو الأساس الذي يدعم جميع أشكال الحياة على الأرض، وأحد الركائز الأساسية لاستمرار عمليات التنمية المستدامة،ويحتل مكانة بارزة في العديد من أهداف التنمية والغايات المرتبطة بها.
من هنا تأتي أهمية المؤتمر كونه فرصة ثمينة لجميع المشاركين والباحثين والمهتمين بالشأن البيئي لتبادل الخبرات حول نتائج البحوث في جميع القضايا والمشكلات البيئية ومناقشة التحديات الحقيقية التي تواجه الواقع البيئي ووضع الحلول العلمية المناسبة لها بشكل منهجي لها قائم على البحث والقراءة المعمقة لهذه التحديات.
أنواع السوسن
ومن أنواع السوسن الأصيلة في سورية حسب موسوعة، الويكبيديا هو السوسن النصيري وينمو في قمة جبل النبي متي في اللاذقية، والسوسن الدخاني المتواجد في إدلب وجبل محسن قرب حلب، والسوسن المهمازي في جبل سمعان والبارة وإدلب، سوسن بصرى في درعا، والسوسن الذهبي النادر في الميماس وجبل قليب في السويداء، السوسن الحوراني على ضفاف نهر اليرموك، السوسن الأسود في منطقة المزيريب.
أما السوسن البازلتي، فقد أشير إلى وجوده على التلال المحيطة بقلعة الحصن عام 1933، وفي عام 1966 فقد تأكد وجوده على الطريق الواصلة بين القلعة وتلكلخ وكان من المعتقد أنه اندثر، وبعد تحريات عديدة عثر على بعض أفراده بين الصخور البازلتية التي تمثل حدوداً زراعية بين الحقول في قرية حديدة غربي حمص، ويعاني هذا النوع من التراجع حالياً بسبب إزالة التلال وتحويلها إلى أراض زراعية، ويصنف بأنه مهدد بالانقراض.
ما دفع الجهات المعنية لإقامة حديقة بيئية للسوسن السوري في وسط مدينة حمص تضم أنواعاً عديدة لزهرة السوسن بألوانها الكثيرة من الأبيض والأصفر والأزرق والأحمر والأرجواني والبنفسجي والدخاني والأسود، وتقوم الحديقة البيئية بالحفاظ على زهرة السوسن السوري وحمايتها من الانقراض وإكثارها والحفاظ على أنواعها النادرة وفق الدراسات المعتمدة.