الثورة – حمص – سلوى إسماعيل الديب:
رسم بعفوية الأطفال ليبدع لوحات حاكت أذواق المهتمين بالفن، ودفعتهم للتأمل.. الفنان التشكيلي إبراهيم سلامة عضو اتحاد الفنانين التشكيليين في معرضه الفردي السادس عشر في صالة اتحاد الفنانين التشكيليين في حمص بعنوان “عفوية الفن في دائرة الإبداع”.
ضم المعرض ٣٦ لوحة زيتية بأحجام مختلفة، غلب على المعرض الرسوم التعبيرية العفوية، رسم الإنسان بحالاته المختلفة من حزن وفرح وضياع بما يملكه الفنان من هاجس فني يتناول فيه أحوال الناس.
يهدف سلامة من خلال أعماله إيصال رسالة محورها خدمة الإنسان والتعبير عما يعانيه، فلم يستغرق رسم بعض اللوحات أكثر من نصف ساعة، لما يمتلكه من مخزون فني وتراكم فكري يتجاوز الخمسين عاماً.
طغت الالوان القاتمة على لوحاته بحضور خجول للألوان الفاتحة كالأزرق الذي أراد من خلاله تقديم دعوة للأمل والصفاء والفرح فظهر البحر في عدة لوحات ضمن تناقضاته، البحر الهاديء برفقة الأطفال يلعبون بفرح، وكان البحر في لوحة أخرى دوامة حول قارب نجاة فيه نساء مجهولات المصير بإشارة مبطنة لما تعانيه المرأة في مجتمعنا من ظلم و اضطهاد.
وجسد علاقة الإنسان في المكان والبيئة، حملت أغلب لوحاته شخوص بحالات إنسانية مختلفة.
تطرق من خلال معرضه للعديد من القضايا منها التراث فرسم الأحياء القديمة في حمص بحميميتها وسوق حلب الشعبي بأزقته وتفرعاته.
وخرج في إحدى لوحاته عن محتوى المعرض بلوحة هاربة من عصر النهضة في أوروبا بوجود شخصيات تلهو وتلعب في أحضان الطبيعة ترتدي ملابس تلك المرحلة.
وكعادة أغلب الفنانين السوريين أشار للقضية الفلسطينية بلوحة فيها مزارع متشبث بأرضه بين بيارات الليمون .
وظهر العمق الثقافي لسلامة من خلال لوحة مستوحاة من أحد مشاهد رواية الالياذة .
وعنون إحدى لوحاته “الولادة” بدعوة لحياة جديدة وأمل جديد.
أخيراً.. نلاحظ أن الرمزية غلبت على لوحات الفنان التشكيلي إبراهيم سلامة لتضفي عليها تميزا وإبداعا ، ليسمو عن انتظار العائد المادي لأعماله، ليقدم من خلال المعرض رسالة إنسانية.