ليس دفاعاً عن مؤسساتنا الحكومية ولا عن جهات القطاع العام الخدمي ، ولكن هي الحقيقة لابد من أن نشير إليها ، وهي ضعف الإمكانيات والنقص الكبير في أعداد اليد العاملة ، الأمر الذي يؤدي إلى ضعف الخدمات ولاسيما مايتعلق بالجانب الخدمي لمجلس مدينة حلب والمجالس المحلية في ريف المحافظة .
هذا الأمر يقودنا إلى أمر هو غاية في الأهمية يتمثل في تعزيز مشاركة المواطن في العمل الشعبي الرديف للخدمات الحكومية ، حيث نجد مساحات واسعة من الحدائق والساحات إضافة إلى الشوارع بحاجة إلى نظافة وإلى إزالة نفايات وأنقاض ، في الوقت الذي لايوجد في هذا القطاع الخدمي إلا بضع عمال نظافة أو صيانة أو عمال حدائق ، يواصلون العمل لساعات وهم يعملون على نظافة المدينة .
مادعاني إلى ضرورة إطلاق ثقافة وسلوك العمل الشعبي هو الحال الذي تعاني منه الحدائق في حلب إضافة إلى مجرى نهر قويق في منطقة الشلال ” الشيخ طه ومحطة بغداد والعزيزية ” حيث نجد المطاعم والفعاليات السياحية على طرفي الشارعين الموازيين لمجرى النهر ، والأوساخ والنفايات التي يرميها بعض المواطنين من ضعاف النفوس بعد قضائهم ساعات من الاستجمام في الحدائق أو على سرير مجرى النهر ، وكأن هذا العامل أو ذاك هو خادم لهم ، وغاب عن ذهنهم أن هذه الأوساخ والنفايات هي من مخلفاتهم ، والتي من الواجب عليهم رميها في الأماكن المخصصة وليس على المروج الخضراء أو في الشارع أو في مجرى النهر .
ثقافة العمل الشعبي باتت ضرورة من ضروريات المرحلة وهي من مسؤولية لجان الأحياء إضافة إلى مسؤولية أصحاب الفعاليات السياحية المنتشرة في تلك المناطق ، فهل نجد تحركاً في هذا الاتجاه أم أننا سنظل نطلق نداءاتنا في قاع مهجورة وكأننا نعيد قول البيت الشعري ” لقد أسمعت لو ناديت حياً – ولكن لاحياة لمن تنادي ” ، فإذا لم يستمع المواطنون وأصحاب الفعاليات لهذه النداءات لم يبق أمامنا إلا أن نطالب مجلس مدينة حلب بتطبيق قانون المخالفات بحق كل من يرمي المخلفات في غير أماكنها .

السابق