الآن وبعد ان انتهت الامتحانات العامة للشهادتين التعليم الأساسي والثانوي نهاية الاسبوع الماضي لا بد من الاعتراف بان هذه الامتحانات قد سارت وفق ما هو مخطط لها من قبل التربية على الرغم من كشف المتورطين بالاساءة لها، وعلى الرغم من عدم كشف الكثير من المسيئين إن كانوا من العاملين في التربية ، أو من خارجها ،خاصة وأن الشبكة التي تم كشفها تجمع الطرفين وربما تدار من الخارج بواسطة مواقع استطاعت التربية كشف بعضها، ونقول لمن يعارضون قطع الانترنت نعتقد جازمين أن مصلحة الطلاب، وسمعة الشهادة السورية أهم بكثير من تلك الصيحات التي تتقاقطع مع ما كان يحدث في السابق من تجاوزات خلال العملية الامتحانية والتي وصل من خلالها حصول ١٦٨ طالب على العلامة التامة، واللبيب من الإشارة يفهم ،وعندما نقول ذلك كي لا يجعلوا من الحريق الذي حصل الشماعة التي يلوذ خلفها أصحاب تلك الصيحات.
نعود لنقول امتحانات الثانوية بكل فروعها سارت هذا العام وفق ما خطط لها، اللهم باستثناء أولئك الذين حاولوا تعكير صفوها ونقائها في بعض المراكز وفي بعض المحافظات، والتربية بجميع كوادرها المحبة لوطنها تابعوا هذه الامتحانات واتخذوا الإجراءات التي وضعت حداً لكل التجاوزات والتي كان من أهمها كشف المتورطين بالاساءة للعملية الامتحانية ،وهنا نقول كلمة صدق لو لم يتم كشف هؤلاء المتورطين لكان مسار العملية الامتحانية قد بقي على حاله وإن بحدود أقل من السنوات السابقة لأن القانون ٤٢ قد حد بعض الشيء من تلك التجاوزات.
فما قام به وزير التربية من جولات ميدانية على المراكز الامتحانية وسماعه لآراء الطلاب وذويهم حول الأسئلة إنما يندرج تحت مسمى تطمينهم على أن الأسئلة هي من المنهاج وتراعي جميع الفروق الفردية، إضافة إلى أن سلالم التصحيح عندما تم وضعها أخذت بعين الاعتبار الفروق العلمية والمعرفية، حيث لا يعقل أن يتساوى من تعب واجتهد طوال العام الدراسي مع من لا يكترث بدروسه وبتحضيره للامتحان .
الجولات الميدانية على بعض المراكز الامتحانية في العاصمة وغيرها من المحافظات ولقاء بعض أهل الطلاب، كان الحوار شفافاً وصادقاً معهم ، والإجابات كانت نابعة من الحرص الشديد على مصلحة الطلاب.
طرحت أسئلة كثيرة ، واستفسارات أكثر عن مستوى الأسئلة، هل هي صعبة؟ وهل هي من المنهاج؟، وهل تناسب جميع مستوياتهم؟ ، ومتى تكون النتائج؟، أسئلة كثيرة وكانت الإجابات بمستوى المسؤولية كي تبقى الثانوية السورية محافظة على مستواها محليا وعالميا، فالوزارة تجهد أن تكون الامتحانات نزيهةً وشفافةً وعادلةً ، تحقق الغاية التي يسعى كل طالب من طلاب سورية الوصول إليها ، الغاية التي تنقل بلدنا الغالي إلى مصاف الدول المتقدمة علمياً وحضارياً ، والوزارة لن تتهاون مع كل مسيء للعملية التربوية والنتائج ستكون بوقت مبكر جدا كي يتمكن كل طالب يريد تحسين درجاته أن يحضر بشكل جيد، ما يشكل نقلة نوعية تدفع باتجاه أن يحذو جميع مديري التربية وغيرهم من المسؤولين حذو الوزير لوضع أولياء الأمور ليس فقط بوضع الأسئلة إنما لمشاركتهم في جعل الامتحانات حالة مجتمعية تسهم في معالجة أي خلل يحاول بعض ضعاف النفوس ممارسته.

السابق