العيد تكمله فرحة الاجتماع مع الأهل والأقارب.. إلا أن واجب العمل يتطلب من البعض المواظبة على الدوام وبالتالي بعدهم عن ذويهم لتواجدهم في مقرات عملهم يسعون في خدمة المواطنين وإسعادهم، وفي سبيل حماية الوطن.. فهم متواجدون على مدار الساعة.
الكثير من المؤسسات تعمل على تأمين الخدمات للمواطنين في عطلة العيد معتمدة على نظام المناوبات- على الرغم من أنها إجازة رسمية لأغلبيتها- ومن بين هؤلاء الجنود عدد كبير من الإعلاميين، والممرضين، والأطباء، وأفراد الأمن العام، وموظفي بعض قطاعات البنوك..وغيرهم، إذ نجدهم في كل المناسبات الدينية والوطنية يتواجدون في مقار أعمالهم، وكل همهم هو إسعاد الآخرين وخدمتهم، رغم بعدهم عن أهاليهم وأقاربهم، وعلى حساب فرحتهم وسعادتهم في أجمل الأيام.
إن عملهم يتطلب التواجد في عطل الأعياد، وإن إنجازهم لعملهم وتقديم المساعدة والخدمات للمواطنين ينسيهم كل التعب والبعد عن ذويهم، فالعمل في حد ذاته مرتبط بأهمية الرسالة النبيلة التي يقدمونها لمجتمعهم، والتي تغنيهم عن الاستمتاع بوقتهم الشخصي مقابل خدمة إنسانية في سبيل راحة الآخرين.
مؤمنون بأن عملهم يحقق لهم الكثير من الأهداف الإنسانية، وأصبح ذلك بالنسبة لهم عيداً يوفرون فيه احتياجات الآخرين.. وعملهم مع الزملاء في أيام العيد، والتضامن والتكافل في تقديم الخدمات للمجتمع، يجعلهم يشعرون بأن فرحة العيد لا ترتبط فقط بالتواجد مع الأهل- رغم صعوبة الابتعاد عنهم- لأن خدمة المجتمع تحقق السعادة في توفير الخدمات للمواطنين.
لا شك أن المناوبين في العطلة يتأثرون بالبعد عن الأهل، خاصة وأن المناسبة مناسبة فرح، وما يصاحبه من قيم تكافلية نبيلة.. إلا أن تأديتهم لواجبهم الرسمي، وخدمة مجتمعهم، يعوض عن تلك الفرحة عند الكثير ممن يقدّمون هذه التضحية النبيلة.

السابق
التالي