برسم العدالة الإنسانية والضمائر الدولية ثمة شعب فلسطيني يباد بسواطير صهيونية، وتزهق روحه، وتسفك دماؤه، ويسلب منه ليس أرضه وبيته فحسب وإنما حياته وأمنه ومستقبله.
الأسوشيتد برس الأميركية من حيث تدري أو لا تدري جسدت الواقع الفلسطيني في الواقع المنكوب كما هو، وقالت إن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أدى إلى شطب سلالات فلسطينية بأكملها، وأحياناً أربعة أجيال من العائلة نفسها، كما أن هناك العديد من العائلات لم يتبق لديها أحد لتوثيق حصيلة الضحايا، بينما لا يستطيع الآلاف تحديد جميع شهدائهم، لأن الكثير منهم لا يزال تحت الأنقاض ليكون ما توصلت إلى الوكالة الأميركية بمثابة صرخة في آذان أممية اعتادت أن ترى بأم العين وتتعامى وتسمع ولكن بآذان صماء، لأن القاتل الجاني إسرائيلي والمجني عليه فلسطيني.
لكننا لا نستغرب ذلك كله.. أجل لا نستغرب هذا التخاذل الدولي الذي لم يستطع حتى اللحظة لجم جماح الجزار الإسرائيلي أو تقليم مخالبه التي تمعن في نهش الجسد الفلسطيني، فالمفاتيح السياسية والدبلوماسية والحلول الميدانية تبقى معلقة بانتظار الإيعازات الأميركية.
وكذلك لا نستهجن هذا الإيغال الصهيوني في الدم الفلسطيني فهي سياسة الإبادة والتطهير العرقي والأرض المحروقة تنتهجها إسرائيل حتى لا يبقى طفلٌ فلسطينيٌ يطالب بحقوقه المسلوبة ويناضل لاسترجاع أرضه المغتصبة.
من يزرع الوهم.. هو خير ما يمكن أن يقال عن أميركا وربيبها الصهيوني.. فكل المحارق ومجازر الإبادة لن تغير من الحقيقة التي يعرفها القاصي والداني بأن فلسطين كانت وما تزال وستبقى فلسطينية وأن الاحتلال وإن عاث وقتل وخرب فهو إلى زوال.

السابق