الاحتلال يتوغل بعدة محاور في رفح ويدمر عشرات المنازل 25 شهيداً في اليوم الـ 256 للعدوان.. والعدو يواصل استهداف المستشفيات
ناصر منذر
بدعم أميركي غير مسبوق، تصعد قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها الوحشي على قطاع غزة، ويبحث قادة الاحتلال ومسؤوليه عن نصر وهمي بين أنقاض المنازل وجثث الأطفال المتناثرة، لإبعاد كابوس الهزائم الميدانية المتلاحقة، على أيدي المقاومة الفلسطينية، حيث كثفت قوات الاحتلال قصفها للمنازل والمستشفيات ومراكز إيواء النازحين، مخلفة عشرات الشهداء والجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء، فيما يزداد الوضع الإنساني تدهورا بفعل تشديد الحصار الخانق على أهالي القطاع، ومواصلة الاحتلال منع إدخال المساعدات الطبية والغذائية، والاستمرار بقطع المياه والكهرباء، وكل سبل الحياة في القطاع، وكل ذلك وسط استمرار حالة العجز الدولي، وحالة الشلل الملازمة لمجلس الأمن الدولي بفعل الهيمنة الأميركية والغربية على قراراته، والتي ما زالت تحول دون إلزام الاحتلال بوقف عدوانه، ومجازر الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق الأطفال والنساء.
وفي هذا السياق، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، عدوانها لليوم الـ256 على التوالي، وقصف مناطق عدة من قطاع غزة ووسطه وجنوبه، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين معظمهم من الأطفال والنساء.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال الـ 24 ساعة الماضية 3 مجازر في قطاع غزة راح ضحيتها 25 شهيداً و80 جريحاً.
وأوضحت الوزارة في بيان لها اليوم أن عدد ضحايا العدوان المتواصل منذ السابع من تشرين الأول الماضي على قطاع غزة المنكوب ارتفع إلى 37372 شهيداً و85452 جريحاً.
وأعلنت مصادر طبية في القطاع أن الوضع الصحي في قطاع غزة كارثي جداً ويزداد تدهوراً بسبب استهداف الاحتلال المتواصل للمستشفيات، كما أن المخزون الطبي آخذ بالنفاد ما يؤدي لاستشهاد عدد من المرضى جراء نقص الأدوية، لافتة إلى أن مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوب القطاع يكتظ بالمرضى والجرحى وسط معاناة هائلة في محيطه من مشكلة الصرف الصحي والنفايات المتراكمة.
من جانبها ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن شابا استشهد إثر استهدافه من قبل طيران الاحتلال في سوق الصحابة بمدينة غزة، فيما استمر الاحتلال بقصفه بالطيران وبالمدفعية على المناطق الجنوبية الشرقية من حي الزيتون جنوب شرق المدينة، كما أطلقت زوارق الاحتلال نيرانها صوب ساحل المدينة، وسط قصف مدفعي مكثف على المناطق الجنوبية في حي تل الهوا جنوب غرب المدينة.
وفي جنوب القطاع، فقد استشهد 8 فلسطينيين من عناصر تأمين البضائع والتجار في قصف شرق مدينة رفح، وتم انتشال جثمان مسن بعد تعرضه لرصاص قوات الاحتلال في الوجه بالمدينة، تزامناً مع نسف وتدمير عشرات المنازل غرب المدينة، وتواصل قصف المدفعية والطيران على أرجاء مختلفة منها.
وفيما نفذت طائرات الاحتلال سلسلة غارات على منطقة المغراقة ومحيط منطقة وادي غزة شمال مخيم النصيرات، والمنطقة الشرقية من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وواصلت قوات الاحتلال توغلها في عدة محاور بمدينة رفح جنوب القطاع وسط إطلاق نار وقصف مدفعي كثيف، كما نفذت طائرات الاحتلال غارات استهدفت أرضاً زراعية في محيط منطقة المفتي شمال النصيرات، وأخرى على حيي تل الهوا والزيتون في مدينة غزة.
وفي وسط القطاع، ارتفع عدد ضحايا قصف طيران الاحتلال فجر اليوم منازل في مخيمي النصيرات والبريج إلى 20 شهيداً بينهم أطفال وجرحى آخرون، وذلك بعد انتشال عدد من الشهداء ونقل عدة إصابات للمستشفيات، فيما شن الاحتلال غارة جديدة على شمال مخيم البريج.
وكان المكتب الإعلامي في غزة قد حذر في وقت سابق من اليوم من أن شبح المجاعة بات يُهدد حياة الفلسطينيين بشكل مباشر ما ينذر بارتفاع أعداد الوفيات بسبب الجوع وخاصة بين الأطفال، حيث أصبح 3500 طفل يتهددهم خطر الموت بسبب التجويع وانعدام المكملات الغذائية والتطعيمات الضرورية ومنعهم دخول القطاع.
من جانبه أكد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، أن الوضع في غزة أدى إلى ارتقاء وجرح أكثر من 120 ألف شخص، وتهجير ما يقرب من مليون فلسطيني قسريا، ومنع وصول المساعدات الإنسانية، إلى جانب الغارات المتواصلة على غزة التي تسبب معاناة هائلة ودمارا واسع النطاق.