قضى أبناء محافظة حلب عطلة العيد في أجواء من الحراك الانتخابي للمرشحين الذين سيخوضون الاستئناس الحزبي يومي الأحد والاثنين المقبلين، إلى جانب المرشحين المستقلين الذين سيخوضون مع زملائهم في أحزاب الجبهة انتخابات مجلس الشعب يوم الخامس عشر من الشهر القادم.
وكم تمنى المواطنون “الناخبون” في حلب أن يكون هذا الحراك المشهود من المرشحين على مدار العام، يتفقد فيه المرشحون أحوال المواطنين، ويسعون إلى معالجة قضاياهم الخدمية والاجتماعية والتعليمية، ولكن يبدو أن هذا الحراك تنطبق عليه أغنية “زوروني كل 4 سنوات مرة” فبمجرد انتهاء الانتخابات وإعلان أسماء الفائزين يغيب المرشحون الفائزون وزملاؤهم الراسبون عن الساحة المحلية أربع سنوات ليعودوا ويكرروا أنفسهم مرة أخرى بعد أربع سنوات.
اليوم بات مطلوباً وأكثر من أي وقت مضى أن يكون الناخبون أكثر وعياً في ممارسة حقهم الانتخابي ويكون صوتهم للمرشح المشهود له بالوطنية نهجاً وسلوكاً قولاً وفعلاً، أن يكون من الذين يتواصلون بشكل دائم مع المواطنين بشكل عام ومع ناخبيهم بشكل خاص، كما يجب على الناخبين ألا ينساقوا وراء المغريات التي يقدمها المرشحون من “ولائم وحفلات موسمية ومغريات” تنتهي صلاحيتها بانتهاء عمليات الانتخاب وإعلان أسماء الفائزين.
ورب سائل يسأل: كيف نعرف المرشح المناسب لنمنحه صوتنا؟ الجواب بمنتهى البساطة: مجلس الشعب هو سلطة تشريعية تتطلب وجود أعضاء من أهل الاختصاص درجات عليا وإجازات جامعية “حقوق – اقتصاد – هندسات – طب وصحة وصيدلة – آداب – تربية – علم اجتماع – إعلام – علوم سياسية..” إلى جانب وجود شريحة يمكن أن تمثل حضوراً اجتماعياً مؤثراً في المجتمع، وأن يكون هؤلاء المرشحون ممن مشهود لهم بالنزاهة والجرأة، وأن تكون سيرتهم الذاتية والوظيفية خالية من الشوائب.
إن هذا الاستحقاق التشريعي سيكون نقطة انطلاق لبناء سورية المتجددة، ولهذا مطلوب منا جميعاً إنجاح هذا الاستحقاق عبر ممارساتنا الصحيحة، وأن نضع أيادينا على ضمائرنا لنختار المرشح المناسب ليكون ممثلاً عنا تحت قبة المجلس، فالوطن أمانة، وبناؤه أمانة، وصوتنا أمانة، فلندلِ بصوتنا للمرشح القادر على حمل الأمانة.

السابق