يدرك نتنياهو أنه يقامر بأوراق محروقة يفردها على طاولة التصعيد العدواني، لن تقوده إلى انتصارات يستعصي على كيانه بلوغها، وأنه بفتح بوابات الجنون على مصراعيها يمارس انتحاراَ معلناً على حواف الرهانات العقيمة، ويعي جيداً أنه يقفز فوق حفر نار سعى لتوسيعها إقليمياً للتشويش على فشل الكيان الاستخباراتي والعسكري بعد أن طوقه الطوفان المقاوم بألسنة لهيب وبات محاصراً وليس أمامه سوى جدران مسدودة، وهروباً للأمام خوفاً من تهلكة سياسية تطارده وتدق مساميرها في نعشه الانتخابي.
مأزق العدو تدركه واشنطن لذلك لا تدخر وسيلة سياسية كانت أم عسكرية لانتشال نتنياهو من قاع العجز، فتعقد المعطيات وتفوق المقاومة النوعي بإدارة دفة المواجهة وإخفاق نتنياهو بحسم المعارك بات ضاغطاً على الإدارة الأميركية وهي تشاهد عورة هزائم الكيان بلا أثواب، استعراض قوة هزلي يمارسه نتنياهو على خشبة الأحداث لتاجيل اليوم التالي لوقف العدوان الذي يبصر فيه انهياره السياسي المحتوم، عدا الفواتير الباهظة التي يتوجب عليه تسديدها لتهوره الذي أدخل كيان الإرهاب في معضلة عزلة دولية وتمزيق السردية الصهيونبة الكاذبة بأيدي الوجدان العالمي.
يطلب نتنياهو من واشنطن مزيداً من الأسلحة معلقاً مشجب إخفاقاته على حائط التقصير الأميركي ويخاطب بايدن”أعطونا الأدوات ننهِ المهمة المشتركة بسرعة” ويتغافل أنه ليس بالسلاح وحده تحسم المعارك فثمة دوافع استبسال عالية لدى محور المقاومة لطالما غيرت إيقاع المعارك، وثمة هواجس رعب إذا استوطنت نفوس الصهاينة عجلت بالنهابات المحتومة، وهذا عبر عنه أحد جنرالات الاحتلال واصفاً محاولات نتنياهو توسيع رقعة العدوان إقليمياً بـ”سباق مجنون وضرب للرأس في الحائط”.
مأرب نتنياهو بإطالة أمد العدوان لسنوات وتوسعة رقعته رغم الهزائم الكبرى فضحتها وسائل إعلام العدو بلسان عضو من “الليكود” أن “حرب نتنياهو لن تنتهي ما دام خطر الانتخابات يحوم في خلفية الأحداث” إضافة لتعويله على طوق إنقاذ من تهلكته السياسية يتمثل بتولي ترامب السلطة بأميركا ما يمنحه تفويضاً لتوسيع دائرة العدوان إقليمياً ونسف الانتخابات وإمكانية إزاحته ومحاسبته.

السابق