“الانطوائية” ليست عيباً بل سمة طبيعية بالشخصية

الثورة – غصون سليمان:

الشخص الانطوائي لا يكره ولا يخجل ولا يخاف من الآخرين، ولا يعاني من الوحدة.. لكنه يفضل البيئات الهادئة، المناسبة أكثر لتكوين نظامه العصبي. حسب رأي المدرب والمعالج النفسي نضال الكيلاني، لافتاً إلى أن الانطوائي لا يحب حشود الأهل وتجمعات المعارف، بل يفضل التفاعل مع الأشخاص على أساس فردي بدلاً من مجموعة كبيرة ويستمتع أكثر مع شخص واحد أو شخصين فقط.
ونوه بأن دماغ الانطوائي لا يتفاعل بقوة مع مشاهدة الوجوه الجديدة، بل على العكس تماماً، هو ينتج كمية أقل من الدوبامين.
وفي هذا السياق تشير الأبحاث والدراسات النفسية التي تقف وراء أسباب الميل إلى العزلة، والانطواء هو اعتياد الشخص على الوحدة منذ الصغر، وعدم ثقتة بنفسه، والانشغال بمواقع التواصل الاجتماعي إلى حد كبير، إضافة إلى عوامل القلق والتوتر، نتيجة انفصال الأب والأم وغيرها من المشكلات الأخرى، وبالتالي عدم القدرة على التواصل أو ربما المعاناة من مشكلة ما.
وتعرف الدراسات النفسية الشخص الانطوائي أنه الشخص الذي يُركز على التفكير في المشاعر والأفكار الداخلية والحالات المزاجية بدلًا من التحفيز الخارجي، وكلمة الانطوائية معاكسة لكلمة الانبساطية والتي يمتلكها الجميع بنسب معينة، وأن كل شخص يتمتع بدرجة معينة من الانطوائية أو الانبساطية، ويتميز الشخص الانطوائي بأنه يميل للهدوء والتحفظ والغموض، فهو يحتاج إلى الطاقة ليتفاعل مع المواقف الاجتماعية عكس الأشخاص المنفتحين الذين يمنحهم التفاعل الاجتماعي الطاقة.

أسباب جينية
هناك أسباب جينية فقد يجد الشخص الانطوائي نفسه بعد حضور مناسبة اجتماعية أو قضاء الوقت مع الناس بحاجة إلى الجلوس وحده فترة طويلة، أما عن السبب المؤدي لهذه الشخصية فغالبًا ما يكون في الجينات، إذ يكون دماغ الشخص المنطوي مؤهلًا للبقاء هادئاً ويبحث عن الأنشطة والأماكن التي لا تتطلب التحفيز المفرط والإثارة الكبيرة للعقل، وربما يخلط الكثير من الناس معنى الانطوائية مع الخجل، فالشخص الخجول أيضًا يُفضل البقاء بعيدًا عن الأضواء ويخجل من التفاعل الاجتماعي، ولكن الشخص الانطوائي يختلف تماماً، وأنه وبعد مشاركته في الفعاليات الاجتماعية سريعاً ما يشعر بالإرهاق وأنه بحاجة ماسة لإيجاد منطقة فارغة وهادئة للجلوس فيها .

أسباب حيوية
كما أجرى العلماء بحوثاً كثيرة للوقوف على أسباب هذه الشخصية الانطوائية ليجدوا أخيراً أن الشخص يولد ولديه استعداد ليكون إما انطوائياً أو منفتحاً على هذا العالم، ويحتوي الدماغ على منطقتين مرتبطتين بالتفاعل الاجتماعي هما اللوزة المخية والنواة المتكئة، وتتفاعل اللوزة المخية مع التفاعلات العاطفية، بينما تعمل النواة المتكئة على معالجة الدوبامين وهي المادة الكيميائية المسؤولة عن معالجة التفاعلات الإيجابية. ويتعامل دماغ الشخص المنفتح مع السلوكيات الاجتماعية والتجارب الجديدة بصورة أقوى وأكثر حماساً من دماغ الشخص الانطوائي، كما أن تدفق الدم داخل دماغ الشخص المنطوي يختلف عن كمية ومستوى تدفق الدم لدى الشخص المنفتح، فالشخص المنطوي يتدفق الدم في دماغه نحو الفصوص الأمامية المرتبطة بالتخطيط للمستقبل وتذكر الماضي وإيجاد أنشطة هادئة للقيام بها، وتؤثر كذلك تجارب الحياة على كون الشخص انطوائياً أم لا.

سمات الشخصية الانطوائية
ولعل سمات الشخص الانطوائية تختلف من أحد لآخر فكلّ شخص لديه خصائصه التي تميّزه، وقد يجمع الشخص المنطوي سمات الشخصية الانطوائية جميعها بينما يمتاز شخص انطوائي آخر بسمة واحدة، ومن أبرز السمات التي يمتلكها أصحاب الشخصيات الانطوائية هي الحاجة لقضاء الوقت منفردًا، بمعنى يحتاج الشخص المنطوي لفترات عزلة تجعله يستعيد صحته وعافيته ورفاهية عقله، فالشخص المنطوي يُرجّح قضاء ليلة في المنزل لوحده والاستمتاع بالراحة والسلام والهدوء على الخروج من المنزل وقضاء هذه الليلة مع الأصدقاء، ويعتبر أن قضاء الوقت لوحده يمده بالسكينة والراحة بينما خروجه من المنزل يُشعره بالإحباط والتوتر.
شعور الشخص الانطوائي بأنه مُستنزف الطاقة والمشاعر بعد قضاء الوقت مع العائلة أو الأصدقاء، ما يجعله بحاجة إلى قضاء وقت في عزلة تامة وحده بعد هذه الأنشطة للحصول على الطاقة من جديد.

إنجاز أفضل مع العزلة
يمتلك الشخص المنطوي قدرة على إتمام أعماله وإنجازها بشكل أفضل وأسرع عندما يكون وحده، فهو يُركّز تفكيره وطاقته على هذه المهمة من دون أن يحتاج للنقاشات والمجاملات، وهذا لا يعني أنه يواجه مشكلة في التعاون مع الآخرين لإتمام المهام، بل تركيزه يكون أعلى عندما يكون لوحده.

آخر الأخبار
المراكز الثقافية تفتقد أمزجة المثقفين..  تحولات الذائقة الثقافية أم هزالة الطرح..؟! عصام تيزيني لـ"الثورة": الإصلاحات الهيكلية الاقتصادية تحسن واقع الصناعيين والمواطنين المناخ في سوريا .. تحديّات كبيرة على التنمية والأمن الغذائي  فايننشال تايمز: سوريا الجديدة في معركة تفكيك امبراطورية المخدرات التي خلّفها الأسد يفتح آفاقاً واسعة لفرص العمل.. استثمار "كارلتون دمشق".. يعكس أهمية التعاون العربي   الموفدون السوريون يطالبون بالعفو والعودة عبر "الثورة".. والوزارة ترد   ذكرى الكيماوي في الغوطتين.. جرح مفتوح وذاكرة عصيّة على النسيان قلب شجاع من تل أبيض ينال التكريم.. أبو عبدالله يثبت أن الإنسانية أقوى من المستحيل   مدير منطقة حارم يزور كلية الشرطة ويقدر جهودها في تخريج دفعة مكافحة المخدرات   بين الدخان واللهيب..  السوريون يكتبون ملحمة التضامن 6000 هكتار مساحة حرائق ريف حماة     طفولة بلا تعليم.. واقع الأطفال النازحين في سوريا   حلب تبحث عن موقعها في خارطة الصناعات الدوائية  الرئيس الشرع يصدر المرسوم 143 الخاص بالمصادقة على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب مدير المخابز لـ"الثورة": نظام إشراف جديد ينهي عقوداً من الفساد والهدر زيادة غير مسبوقة لرواتب القضاة ومعاونيهم في سوريا  الشيباني يبحث مع نظيره اليوناني في أثينا العلاقات الثنائية وقضايا مشتركة عاملة إغاثة تروي جهودها الإنسانية في سوريا ريف دمشق تستعيد مدارسها.. وتتهيأ للعودة إلى الحياة حماية التنوع الحيوي وتحسين سبل العيش للمجتمعات المحلية في البادية تحسين واقع الثروة الحيوانية في القنيطرة