من غير مالكي ومستثمري المنتجعات السياحية والفندقية وأصحاب المطاعم والمنتزهات “المخملية والشعبية” يستحقون بلا منافس أو منازع أو مزاحم لقب شيوخ الكار ..
نعم شيوخ كار .. ولكن أي كار .. كار استغلال حاجة أصحاب الدخل الضعيف والمحدود والمقطوع أصلاً، ووضعهم في مربع المواجهة غير المتكافئة أو العادلة ولا حتى النزيهة أمام المصاريف والفواتير الكبيرة وتلال الديون المتراكمة التي لم تعد تطاق أو تحتمل، نتيجة حالة الشطط غير المسبوقة، والأسعار الكاوية واللاهبة غير المعهودة، التي ليس لها مثيل أو شبيه لا في دول الجوار ولا في دول أعالي البحار.
ما جرى قبل عيد الأضحى وخلاله لا يحتاج إلى أبر تبريرية تخديرية، أو أعذار ووعود تطمينية خلبية، وإنما إلى قبضات رقابية “سياحية – تموينية – صحية ..” فولاذية لا كرتونية قادرة على تصحيح الاعوجاج الحاصل في أسواقنا ومواقعنا السياحية ومولاتنا ومطاعمنا.. وإعادة الأمور إلى نصابها الذي كانت فيه وعليه .. قبل استشراء وتشظي حالة الفلتان السعري التي لم تأت على أضحية العيد فقط إنما امتدت وطالت ملابس الأطفال، وحلوياتهم وألعابهم ومتنفساتهم الترفيهية.. واغرقتهم وأسرهم في محيط لا بحر الديون التي تحتاج إلى قرون لا عقود لسدادها وتصفيرها.
نعم المواطن شاهد بأم عينيه كل أشكال وألوان الأسعار أثارت لديه كل مشاعر الغضب والخطر والضجر والسخط من كل تلك الممارسات والأفعال التي تقترفها يومياً لا بل وساعياً شريحة لصوص الأسواق التي مازال تطفو وتغطى وتضغط وبقوة على أنفاس قدرة المواطن الشرائية، وملاءته المالية التي لم يبق منها شيء .. ولا حتى قرش واحد.