الملحق الثقافي- علم عبد اللطيف:
في مرّةْ..أتاحتْ لي أن أراها.. تنام على فراش من حنين الزهور.
قلتُ.. سيمضي بي حنيني إلى حيثُ أثوي..
كمن غابَ في غابةٍ
من بخور.
لم تقترب مني خُطى تروع أمانَ الطفولة فيّ.
لا ولم أهمسْ بأول حرفٍ يشير إلى ما يشبه اسمها
كي تثور.
قلتُ لا بأسَ.. لنمضِ إلى حيث
ترانا..أو نراها..
لهيباً.. وخصلة نارٍ.. تماوجت في وجهها.. وسكبةَ
نور.
لم يكن لي من سبيلٍ
لأتبعَ ما يغيب
وأعرف أن اللحاق بما يأمر القلب
ليس منه بدّ.
قلتُ…في بعض هذا وذاك
تساجَلَ فيّ وئيدُ خطاك..
ولم تشِر لخطاي الجهات..فسرتُ ولم أعُدّ.
قال سيكفي..أشار يحاكي المدى
وارتعَشْ
ما نراه.. ليس الغَبَشْ
وعند الضرورة أيّنا لم يستجِبْ
أو ما تأذّى عند منعٍ
وصدّ.
قلت..أتكفي الرؤى مبصريها؟
هو الوقت وِجْهَةْ..
في مداه الضئيل نسافر بُرهةْ
لم نقف عند ضيق المسافة بين الصباح.. وبين المغيب
أو عند.. حدّ.
وقلتُ سأمضي.. إلى حيث تمضي الذواكر منّي
وتُنبئ عن راعفات الحنين
عنها وعنّي.
لا بأس أيضاً إن تَشاكسَ فيّ الأمان
فالشواهدُ غابت وغاضتْ..
لكنها لم تخنّي.
وليس يُضيرُ الرؤى أن تُعيدَ الحواسَّ إلى ما يثيرُ الحنين
فبعضُ الشعورِ اقتحامٌ..
وبعضٌ كثيرٌ..
غناءٌ وهمسٌ..
وبعضٌ تَمَنِّ.فراش من حنين
العدد 1194 – 25 -6-2024