أ. د. جورج جبور:
استمعت ظهيرة الأربعاء 26 حزيران 2024 عبر قناة “فرانس فان كاتر” الفرنسية الرسمية الى خلاصة سريعة عن المناظرة الثلاثية بين ممثلي الوسط أي الحكومة واليمين أي لوبان واليسار أي ملانشون.
بدأ ممثل الأخير كأنه ذو ملامح وجه تتباين مع ملامح وجهيِّ زميليه وقد أكون مخطئاً ولا يهم.
في مجرى الخلاصة استمعت الى حديث عن عدم أهلية بعض مزدوجي الجنسية لتحمل مسؤولية -وشرف- الوظيفة العامة او الشأن العام.
هكذا بدا لي، وأؤكد، قد أكون مخطئاً، لكنني بوضوح استمعت الى تمييز بين متجنس مغربي وآخر ارميني أو أرمني.
قفز الى ذهني مباشرةً ذلك الضابط الفرنسي المتقدم على زملائه في العلم العسكري -كما يقال- الذي حددت مسيرته معظم مسيرة حياتي
انه دريفوس.
1789 ثورة كبرى لا تتنازل فرنسا عن إغداق المديح عليها ولا أتنازل أنا أيضا عن إغداق المديح عليها.
لكن 1894 قيل هو يهودي لذلك فهو خائن.. لم يقل ذلك بن لادن ولا البغدادي الداعشي بل قالها الجيش الفرنسي بقضه وقضيضه ونابوليونه الذي حاول الامتطاء على آيات الذكر الحكيم لحكم مصر.
ومن 1894 ولد 1897 في بال بسويسرا الى بلفور الى صك الانتداب إلى قرار التقسيم.
وصلت اليَّ آثار الثورة الفرنسية دون أن أدري حين تظاهرت مع التلاميذ أنادي بسقوط قرار التقسيم.
علمونا في المدارس أن الثورة الفرنسية انتصرت وتضاعف انتصارها مع مجيء نابليون وحمله فلسفة الحرية والمساواة والإخاء الى العالم.
استمعت الى “فرانس فان كاتر” قبل قليل فأدركت ان من المبكر القول إن الثورة الفرنسية قد انتصرت.
لو فزت بمهمة مدير حقوق الإنسان في اليونسكو عام 1987 او ربما عام 1988- 1989 لا أذكر بالضبط كان من الممكن للمناظرة الثلاثية أن تكون أقل خدشاً للحياء الإنساني.
* دمشق ٢٧ حزيران 2024.
* المرشح السوري عام 1987 لشغل مهمة مدير حقوق الإنسان في اليونسكو