الثورة – دمشق – راميا غزال:
يرى تقرير البرنامج الوطني التنموي لهيئة التخطيط والتعاون الدولي أن قطـاع الطاقـة يسـاهم مسـاهمة مباشـرة في تكويـن الناتـج المحلي (كصناعـة اسـتخراجية وصناعـة الكهـرباء)، ومسـاهمة غيـر مباشـرة في تكويـن ناتـج قطاعـات أخـرى وهي النفط والغاز والثروة المعدنية.
العرض والطلب
ويشير التقرير إلى تنامي دور قطاع الغاز، في محطات التوليد والصناعة، وجعـل انخفـاض مسـتويات إنتاج النفط الخام منـذ نهايـة تسـعينيات القرن الماضي، بالتوازي مـع ارتفاع مسـتويات اسـتهلاك مشـتقات الطاقـة، مـن التوازن بـين العرض والطلب علـى مصـادر الطاقة هشـاً للغايـة، ولاسيما أن سـورية لم تصل في ذاك الحين إلى مرحلة الإشـباع الطاقي والكفـاءة المثلى لاستخدام مصادر الطاقـة، نظـراً لكون معـدل نمـو الطلـب علـى مصادر الطاقة (6% سـنوياً) كان أعلى مــن معدلي النمو الاقتصـادي والنمو السـكاني.
وترافق ذلك مع اتساع فجوة العجوزات المالية، نظراً لكون قيمـة الصـادرات النفطيـة لم تعـد تكفي لتغطية قيـم الاستيراد وتسديد عوائد الشركات الأجنبية مـن الإنتاج.
تقرير هيئة التخطيط والتعاون الدولي يتطرق إلى أن سورية عرفت اسـتقراراً نسـبياً في الإنتاج خـلال السنوات الماضية خاصـة مـع الجهـود المبذولة لمعاكسة انحدار مستويات الإنتاج بتطوير حقولها، واعتماد أساليب الحفر الحديثة (الثلاثي الأبعاد)، والتعاقد مـع شـركات الخدمة.
وبالمقابل، بـرزت أهمية الغاز الطبيعي في هذه المرحلة، وبدأت كميات الإنتـاج بالنمو، وتم البـدء باسـتثمار الغـاز المرافـق والتركيز علـى استكشاف المكامن، واستثمارها لتلبية حاجة تشـغيل محطات التوليد، بالتوازي مع تنفيـذ مشاريع استثمار الغاز.
وتميـزت هـذه المرحلة أيضاً بتطور الإنتاج لأغلب منتجــات المؤسسة العامة للجيولوجيا، كالرمال والحصويات والجص وخامات صناعة الإسمنـت والمواد الرخامية والإسـفلتية، إضافة إلى الفوسـفات، لتوفـر حاجـة معامـل السـماد، وللتصديـر.
تعويض جزئي
وأدت الإجراءات الاقتصادي أحادية الجانب والتعديات الإرهابية إلى نتائج سـلبية علـى عمليـات الإنتـاج والنقـل، إلا أّن ذلـك لم يمنـع مـن التعويض الجزئي عـن التناقص الحاد في إمـداد المصـافي مـن إنتـاج النفـط الخـام عـبر اسـتيراده وتكريره، واستمر عمل شـركة محروقـات خـلال الأزمـة رغـم خروج بعض المرافق جزئياً أو كلياً عن الخدمة (كما في حلـب).
خطط إسعافية
وتركـزت الجهـود في تأميـن متطلبـات الاسـتهلاك مـن المشـتقات النفطيـة والغـاز الطبيعـي (عـن طريـق الخطـط الإسـعافية وطويلـة الأمـد لإعـادة تأهيـل المنشـآت، وحفـر آبار جديـدة في المناطـق الآمنـة، واسـتثمار الغـاز في منطقـة شمـال دمشـق، والتحضـير للمباشـرة بمشـاريع نفطيـة وغازيـة جديـدة، والحفـاظ علـى جاهزيـة المصـافي، والإعـلام عــن التنقيــب والاستكشــاف في القطاعات البرية والبحرية المفتوحة).
زيادة التشابكات
وتفاقمــت مشــكلة الحصــول علــى قطــع غيــار الآليـات والمعـدات مـن الخـارج بسـبب المقاطعـة الاقتصاديـة، وصعوبـة وجـود نواقـل للمشـتقات النفطيـة، وترافـق ذلـك مـع زيادة التشـابكات الماليـة بـين شـركات القطـاع العـام نتيجـة ارتفـاع المديونيـة والدائنيـة، وهجـرة بعـض الكـوادر ذات الخـبرة الفنيـة.