عاصمة الأناقة

خلف المشكلات اليومية التي يعاني منها الناس وهمومهم المعيشة ومعوقات الحياة ثمة قضايا أخرى تتشكل بطرق مقصودة وغير مقصودة لكون أغلبها ناتجاً عن الإهمال وعدم المتابعة.
وسط هذا الازدحام الحياتي هناك أمر في غاية الأهمية يتعلق في موضوع توفر مياه الشرب سواء في دمشق العاصمة العريقة أم في المناطق الريفية المحيطة بها…هذه المشكلة التي بدأت تدق الأبواب عبر مؤشرات عديدة منها واضح للمعنيين، من حيث نقص منسوب المياه في الينابيع الرئيسية وقلة الهطلات المطرية والممارسات غير الصحيحة في توزيع المياه إلى الأحياء والبيوت.. فهناك من تتوافر لديهم المياه بشكل يومي، وهناك من ينتظر أياماً حتى يحصل عليها.
هذا التوزيع غير العادل المقنن على البعض والمتاح للبعض الآخر شكل هدراً كبيراً للمياه وممارسات خاطئة إضافة إلى السماح لأصحاب الفلل المحيطة بالعاصمة بفتح الآبار والسماح لمغاسل السيارات والمسابح بأخذ الحصص الأكبر منها دون تقنين وترشيد.
لعل توقعات نقص المياه ليست خافية عن المعنيين وإن كانت هناك أرقام غير معلنة، ويرافق ذلك مخاوف كبيرة من الناس حيال أهم مستلزم لاستمرار الحياة بشكل صحي ولائق. وخاصة أن ظاهرة انتشار صهاريج المياه وبيعها بمبالغ كبيرة أصبحت مصدراً لمعيشة الكثيرين من المُستغلين للظاهرة وربما للمشاركين في حدوثها.
منذ 40 عاماً كانت تصل المياه إلى البيوت 24 ساعة في اليوم طوال أيام العام ولم يكن الناس في حاجة إلى استخدام مضخات مياه لإيصالها إلى الطوابق وكانت مياه الفيجة نقية باردة وخلال سنوات صرنا نستنزف مياه الآبار متسببين بنضوب تدريجي للماء….فمشكلة استنزاف الماء هي جزء من مشكلات كثيرة جداً لكنها الأكبر في دمشق ومحيطها.

بشكل عام فإن دمشق كانت في منتصف القرن الماضي عاصمة الأناقة العالمية… لكنها اليوم تعاني من تراجع مخيف ليس فقط بالمياه بل هناك مشكلة بالتلوث البيئي والسمعي وضيق الشوارع ونقص أعداد الأشجار .. فدمشق التي تغنى بها الشعراء وحلم الناس من كل أصقاع العالم بزيارتها والتي كانت تحيط بها أكثر من 50 مليون شجرة مثمرة قد تحولت الآن إلى كتل من الأبنية الإسمنتية المخالفة لضوابط البناء اللائق والمتلاصقة ولم يترك المتعهدون مكاناً بينها للتنفس أو للمساحات الخضراء مما أدى إلى التراجع الكبير لدمشق وما حولها بكل المعايير التي تخص العواصم العالمية.
وللأسف حتى الآن هناك من لا يلحظ هذه المشكلات إلا من خلال بعض الدراسات على الورق، وهناك من يرى أن الحلول هي مجرد وعود مؤجلة. وهناك حتى الآن من لا يجد أن هناك مشكلة، فكيف نبدأ بإيجاد الحلول المناسبة وتخليص المدينة من الشوائب التي كان هدف تواجدها التجارة والربح المادي مثل مواقف السيارات المأجورة والمغاسل ومحال التصليح التي تحتل الأرصفة والشوارع معاً ووو إلخ.

آخر الأخبار
معسكرات تدريبية مجانية للنشر العلمي الخارجي بجامعة دمشق "كايزن".. نحو تحسين مستمر في بيئة العمل السورية نحو اقتصاد سوري جديد.. رؤية عملية للنهوض من بوابة الانفتاح والاستثمار بناء اقتصاد قوي يتطلب جهداً جم... اليابان تدرس.. ونائب أمريكي: يجب تعزيز التحالف مع سوريا استطلاع (الثورة) للشارع السوري في فرنسا حول رفع العقوبات مسابقة الخطلاء للشعر النبطي تخصص لسورية صيدلية مناوبة واحدة في مدينة طرطوس والنقابة توضح حذف الأصفار من العملة.. ضرورة أم مخاطرة؟! تأخر في استلام أسطوانة الغاز بدرعا مرسوم رئاسي بتشكيل الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية نقل مواقف الباصات لجسر الوزان .. بين الحل المروري والعبء الاقتصادي مرسوم رئاسي بتشكيل الهيئة الوطنية للمفقودين قوافل حجاج بيت الله الحرام تبدأ الانطلاق من مطار دمشق الدولي إلى جدة مرسوم رئاسي حول الهيئة العامة للتخطيط والتعاون الدولي "السورية للمخابز": تخصيص منافذ بيع للنساء وكبار السن  د. حيدر لـ"الثورة": زيادة "النقد" مرتبط بدوران عجلة الاقتصاد  وفد صناعي أردني  و٢٥ شركة في معرض "بيلدكس" وتفاؤل بحركة التجارة نوافذ التفاؤل بأيدينا...    د .البيطار لـ"الثورة": الدولة ضمانة الجميع وبوابة النهوض بالمجتمع  "الاختلاف" ثقافة إيجابية.. لماذا يتحول إلى قطيعة وعداء؟ الأمم المتحدة تكرر رفضها لخطة المساعدات الإسرائيلية الأمريكية لغزة