الملحق الثقافي- رجاء علي:
كنت صغيرة وكنت أرى أن الجمال وجه
أبي
والورد المزروع على خاصرة حديقة بيتنا
وتوت العليق الذي ينمو على طريق مدرستي
كانت تلك أجمل الأشياء
وصرت أكبر وتكبر معي الأشياء
بات قلمي وبرامج التلفاز وكتبي التي أشتريها من سوق الكتب المستعملة تحت جسر الرئيس
أصدقاء أوفياء لي
ماعدت أستمتع بالجمال
ماعدت أبحث عنه
صار الكون عندي فسحة مساء جميلة
يزينها قمر
والصباح فاكهة قلبي الطيبة
تتغير مفردات الأيام
تصير صفحات قديمة في دفتر أردته دفتراً لمذكرات
لم أكتب حرفاً منها
وضعتها جانباً في زاوية مهملة تحت سريري
في صندوق خشبي
أنا لا أسعى أن أقطف ثمار اللون من عنقود عنب أحمر
أو تفاحة صفراء
أو شمس لامست اتساع السماء
قانعة باللون الأبيض
باللون الشاحب
روحي تمتلك كل الألوان لذلك لاتشكو خزانتي من غياب
أي لون
كلما قرأت وكتبت قصيدة
ورسمت على صفحات أوراق الحبق أغنيتي
أصابني إحساس لايوصف من الجمال
لم أعد أفتقد وجه أبي وطعم توت العليق
وابتسامات ورد حديقتي
صار عندي مخزوناً من الجمال
يتسع له قلبي الصغير
كلما مرت أمام دقاته آلام العمر
العدد 1195 –2 -7-2024