الثورة- رزان أحمد:
بعد تزايد نسبة الجلطات والسكتات القلبية لدى فئة الشباب خاصة كان لابد لنا من الإضاءة والحديث عن هذا الموضوع بشكل موسع مع الدكتور سومر شلبي اختصاصي بأمراض القلب والأوعية حيث أشار بداية أن المرض القلبي الوعائي هو السبب الرئيسي للوفيات بشكل عام ويندرج تحت عدة أمراض على رأسها نقص التروية القلبية ويقسم الى نوعين نقص تروية حاد ونقص تروية مزمن.
فنقص التروية المزمن هو عملية تدريجية مع الزمن، ونقص التروية الحاد هو انسداد مفاجئ للشريان الإكليلي المغذي للعضلة القلبية بخثرة قد تكون خثرة صغيرة أو كبيرة فهي من العوامل المهددة للحياة. ويضم نقص التروية الخناق الصدري المترافق مع غثيان وإقياء وتعرق وتكون خمائر القلب فيه بحالة سلبية والكينونة الأخرى لنقص التروية الحاد هو احتشاء العضلة القلبية بخثرة ما يؤدي إلى انقطاع التروية الدموية عن جزء من العضلة القلبية ينجم عنه تموت أو تنخر بجزء من عضلة القلب. وهذا يسبب تهديداً للنظم الكهربائية في القلب، وبالتالي يؤدي إلى حدوث تسرعات وتباطؤات في القلب ما يؤدي إلى الوفاة بالنهاية.
كما نوه الدكتور سومر شلبي بأن بعض النوبات القلبية قد لا تظهر أعراضها بشكل واضح ما تسبب الموت المفاجئ.
أسباب ازدياد الوفيات القلبية
في الفترة الأخيرة نستفيق كل فترة وأخرى على أخبار الوفيات لشباب بعمر مبكر، منهم نعرفهم ومنهم لا نعرفهم فبجميع الأحوال الاخبار صادمة ومحزنة.. هناك سبب مهم جداً ورئيسي ألا وهو الأخطاء الطبية فقد يلعب التشخيص الطبي الخاطئ أو عدم التوجه الصحيح لشرح الحالة دوراً سلبياً، فقد يعاني بعض الأشخاص المرضى من شكايات غير نوعية لكن قلة الخبرة والدقة في التشخيص قد تصل بهم للوفاة.. وهنا أحد الأمثلة أتى شخص إلى الإسعاف يعاني من» وتاب» على صدره تم علاجه بإبرة (الديكلون) وتوفي بعد ساعتين من خروجه، فعملياً لم تحدث الوفاة بسبب إبرة الديكلون لكن الألم الذي عانى منه بين الظهر والعنق هذا كان سببه قلبي وعولج على أساس تشنجات وكانت النهاية الوفاة وحالات كثيرة وأمثلة عديدة شخصت بأمراض عديدة وكانت الشكاية الأساسية قلبية وانتهت بفشل القلب والموت للأسف نتمنى الأخذ بأصغر الأسباب والدقة والاهتمام بالتشخيص لكي نصل إلى النتائج المرضية لنتجنب أقل ما يمكن ما يسمى بالأخطاء الطبية في شتى الاختصاصات.
الظروف الاقتصادية
قد لا يتوجه الشخص الى المكان الصحيح لأخذ العلاج وذلك توفيراً لبعض المال نظراً للأعباء الاقتصادية الصعبة فيذهب لجاره الصيدلاني أو مركز غير مختص أو عن طريق سؤال شخص يشبه حالته فتكون النتيجة للأسف غير مرضية.
أيضاً وهو سبب مهم ووجيه وهو ضعف الكوادر الطبية بسبب الهجرة للبحث عن حياة ومردود أفضل من الذي يتقاضونه فهناك أخطاء طبية تحدث بالمشافي الخاصة أكثر منها بالعامة عموماً لأن التعب والحالات المرضية أكثر تنوعاً منها في المشافي الخاصة ولا ننسى مما عانى منه أطباؤنا في هذه الأزمة فكانوا جنوداً الى جانبنا فقد عانوا من قلة الطعام والخدمات بشكل كبير.. ونطلب من وزارة الصحة بدورنا بوضع الكوادر بمكانها الصحيح تجنباً لأقل ما يمكن من الأخطاء الطبية..
الظروف الاجتماعية
الضغوطات الاجتماعية والهموم اليومية والأزمات المتعاقبة على بلدنا لها نصيب لا بأس به من الجلطات القلبية المبكرة لدي الشباب.. فهناك متلازمة القلب المكسور الذي ظهرت مؤخراً نتيجة الضغوط وأعراضها تشبه أعراض الجلطة فبالتالي هذه الضغوطات والمشكلات الطويلة الأمد أثرت على هرمونات الجسم واضطرابها فقد كان لها عامل سلبي على التوازن الهرموني اللذي خلقه الله سبحانه وتعالى في أجسامنا..
تبدلات الجو
مما لاشك فيه أننا نشهد دورة للجو غير مسبوقة من ارتفاع لدرجات الحرارة الى حدوث أعاصير وكوارث.. فهل لارتفاع درجات الحرارة تأثير على صحة القلب؟؟
نعم تؤثر وتكثر حالات الاضطراب الهرموني ونقص السوائل خلال ارتفاع درجات الحرارة فتكثر أمراض القلب والاحتشاء أكثر منها في الجو البارد, وهناك دراسة حديثة للجمعية الأوروبية لأمراض القلب في الشهر الثالث من عام 2024 بوجود بعض المواد المستخدمة حديثاً لتخزين الطعام والمياه مثلاً كالأواني البلاستيكية أو الفريزر فقد تؤدي إلى صنع الترسبات على مدار الزمن داخل جدران الشرايين وبالتالي هذا مرض جديد للمرض القلبي الوعائي بغض النظر عن التدخين والاراكيل لم نذكرها كثيراً لاننا في طور البحث عن أسباب جديدة..
وأخيراً ينصح الدكتور سومر شلبي بتخفيف التدخين والأراكيل قدر الإمكان والمشي يومياً مدة نصف ساعة على الأقل والابتعاد قدر الإمكان عن المضايقات والأجواء السلبية والابتعاد عن السترس.. متمنياً دوام الصحة والعافية للجميع.