لم يعد سراً بل ظهر للعلن تدخل الاصابع الصهيونية داخل صناديق الاقتراع الغربية والحديث هنا ليس عن الانتخابات الاميركية بل الفرنسية والاوروبية ايضا.
الادلة كثيرة واليمين المتطرف الذي يلطم بأمواج متوحشة شواطىء (الحريات) ذات النجوم الخمسة في الغرب له مد اسرائيلي يقابله جزر تفرضه تطورات واحداث العالم خاصة في الشرق الاوسط وتحديدا في غزة
فطوفان الاقصى يكاد يأخذ مكانه في صعود وهبوط الكتل الانتخابية في العالم وهذا ماحصل فعلا في فرنسا ولن يكن بعيدا عن اميركا نتيجة لنضوج تيار شعبي عالمي مناصر للقضية الفلسطينية مركزه الغرب نفسه له دوره في اعادة التوازنات السياسية على صعيد الدول الغربية والدليل فرنسا التي تعاني اليوم تشرذما داخليا ابرزته انتخاباتها الاخيرة مايدخلها في استعصاء تشكيل الحكومة وهي من سحرت العالم يوما بقبعة الديمقراطية فوق رأسها الاستعماري.
بالامس صرخ الرئيس الفرنسي ماكرون في سماعة هاتفه لنتنياهو بأن هذا غير مقبول لم يكن حديث ماكرون عن جريمة الابادة الجماعية في غزة بل هناك جريمة اخرى صرح بها الرئيس الفرنسي ورفع بصماتها علنا امام العالم ليقول أن الايدي الصهيوني دخلت عميقا الى صناديق الانتخاب الفرنسية ورفعت اليمين المتطرف الذي تعتبره جيدا لاسرائيل على حد قول احد وزراء حكومة احتلال نتنياهو وهو وزير مايسمى الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكلي من حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو.
المفاجئة الاكبر انه رغم تدخل “اسرائيل” فإن الصعود اليمني المتطرف في فرنسا هبط فجأة الى ثالث التكتلات واخرها وصعد اليسار بهمة اصوات تندد بسياسة فرنسا التي رمى ماكرون ارثها (الحضاري والديمقراطي وقيم ثوراتها كلها ) دفعة واحده تحت اقدام نتنياهو وبايدن في غزة وفي اوكرانيا معا.
اللافت ان نتنياهو علق في المنتصف بين اليسار واليمين وجاء ترتيب حزبه وتكتلاته الثاني بعد اليسار ولم يفز اي من التكتلات الثلاثة بأي اغلبية تهيئه لتشكيل حكومة ولا حتى لاتخاذ موقف واضح سياسي او خارجي.
يكاد شارل ديغول يخرجه من قبره ليصرخ في وجه ماكرون .. ماذا فعلت بكل ارث فرنسا كيف حولت الجمهورية الفرنسية الخامسة الى جمهورية موز يقشرها نتنياهو ويصنع منها بايدن (كوكتيل ) اوروبا لمواجهة روسيا في اوكرانيا.
ماجرى في الانتخابات الفرنسية يعكس حجم التشرذم الداخلي والكمية الكبيره لاصابع التدخل الخارجي في السياسة الفرنسية وهو يشبه كثيرا حال الانتخابات الاوروبية والاميركية الرئاسية وهزل الشخصيات الراحلة والقادمة التي باتت تسكن قصر الاليزيه وبيت واشنطن الابيض التي تتلطخ جدرانه اليوم بمهازل انتخابية وصلت حد ان يتراشق بايدن وترامب بتهم القدرات العقلية كعجوزتين في ثمانينيات العمر تتناحران لاخفاء التجاعيد بمساحيق التصريحات لتعكسان في المرآة السياسية وجه واشنطن المترهل و التي تبدو وكأنها فاتها قطار الانجاب السياسي لشخصيات اكثر اتزانا ووزنا وحكمة ووقدرة على حمل الهيمنة الاميركية العالمية التي تتساقط من ايادي عجائز الانتخابات الاميركية ليس بسنوات العمر لكن بحكم الاعاقات السياسية.