الثورة – هراير جوانيان:
تحمل بطولة أمم أوروبا لكرة القدم تاريخاً طويلاً من النجاحات والإنجازات منذ النسخة الأولى عام (1960) مروراً بإنجاز إسبانيا في مناسبتين، وصولاً حتى (2021) التي حققت لقبها إيطاليا بشكل مفاجئ.
في النسخة الأولى استطاع منتخب الاتحاد السوفياتي أن يكون العلامة الفارقة، بعد فوزه في النهائي على حساب يوغسلافيا 2-1 في الوقت الإضافي بعد انتهاء الدقائق التسعين بهدفٍ لمثله، وذلك بفضل فيكتور بونيدلنيك الذي هزّ الشباك في الدقيقة (113) وهو الذي يعتبر من أفضل المهاجمين في تاريخ الاتحاد السوفياتي.
أما نسخة (1964) فقد استضافتها إسبانيا التي استطاعت أن تكون أول دولة تحتضن الحدث وتحقق اللقب بعد تفوّقها في النهائي على الاتحاد السوفياتي بنتيجة (2-1) في العاصمة مدريد على ملعب سانتياغو برنابيه، في مباراة شهدت تقدّم لاروخا بهدف بيريدا، ثم معادلة الكفّة عبر كوزاينوف، قبل أن يأتي هدف الفوز عبر اللاعب مارسيلينو عند الدقيقة.
وسارت إيطاليا على خطا إسبانيا حين كانت صاحبة الضيافة في نسخة (1968) وفازت على يوغسلافيا (2-0) بفضل الأسطورة جياني ريفا وببيترو أناستازي، مع العلم أن المبارة النهائية أقيمت مرتين، إذ انتهت الأولى بالتعادل الإيجابي (1-1) بعدما كان القانون ينصّ على أنّه يجب تحديد فائز خلال الوقت الرسمي للمواجهة، وإلا فإن إعادتها ستكون الحلّ الوحيد.
وفي عام (1972) جرت البطولة في بلجيكا، فكان منتخب ألمانيا الغربية بطل تلك النسخة للمرة الأولى في تاريخه، حيث تفوّق في النهائي على الاتحاد السوفياتي (3-0) على ملعب هيسيل في بروكسل، بفضل هدفين لأسطورة المانشافت غيرد مولر وآخر لزميله هلبرت ويمر.
وفي بطولة (1976) في يوغسلافيا، فشل أصحاب الأرض في بلوغ النهائي، الذي خاضته تشيكوسلوفاكيا أمام ألمانيا الغربية، فلم ينجح زملاء مولر في المحافظة على التاج الأوروبي، بعد الخسارة (5-3) بركلات الترجيح عقب التعادل (2-2) خلال الوقتين الأصلي والإضافي، على ملعب النجم الأحمر في بلغراد.
واحتضنت فرنسا نسخة (1984) فكانت البطلة بعد فشلها في أول دورة، وذلك حين هزمت إسبانيا (2-0) على ملعب حديقة الأمراء، بفضل ميشيل بلاتيني وبيلوني، مع العلم أن الأول كان هدافاً لتلك الدورة بتسجيله تسعة أهدافٍ.
وشهدت نسخة (1988) فوز منتخب هولندا للمرة الأولى في التاريخ باللقب، بعد فشل جيل يوهان كرويف بذلك، ليقود ماركو فان باستن ورود غوليت فريق الكرة الشاملة إلى النهائي، ومن ثم الظفر باللقب على حساب الاتحاد السوفياتي( 2-0).
وفي عام (1992) أقيمت نسخة اليورو في السويد، ووجّهت دعوة إلى الدانمارك للعب بعد إقصاء يوغسلافيا بسبب الحرب الأهلية، وكانت المفاجأة بنجاح زملاء القائد بيتر شمايكل، أسطورة الحراسة، في حصد اللقب في النهائي الكبير على ملعب أوليفي في كونتبرغ، بفضل يانسن وفيلفورت، اللذين صنعا الفارق.
عام 1996 حققت ألمانيا اللقب بفوزها خلال المباراة النهائية على حساب تشيكيا (2-1) بفضل النجم السابق أوليفر بيرهوف الذي سجل في مناسبتين، بينهما هدفٌ ذهبي في الدقيقة الـ(95) على ملعب ويمبلي الشهير في العاصمة لندن.
ومع وصولنا إلى القرن (21) حصدت فرنسا اللقب في نسخة بلجيكا وهولندا على حساب إيطاليا بنتيجة (2-1) بهدفٍ ذهبي سجله ديفيد تريزيغيه، ليخيّب أمل القائد باولو مالديني، وهو الموقف ذاته الذي عاشه البرتغالي لويس فيغو في نسخة (2004) حين سقط في النهائي أمام اليونان (0-1) قبل أن تصبح إسبانيا أول دولة تحقق اللقب مرتين متتاليتين، حيث ظفرت بالمركز الأول في عام (2008) بعد الفوز على ألمانيا، ثم على إيطاليا برباعية نظيفة في عام (2012) وفي عام (2016) رفع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو اللقب بعد الفوز على أصحاب الضيافة فرنسا، في حين أن نسخة (2020) التي أقيمت في (12) دولة، شهدت فوز إيطاليا على إنكلترا في ملعب ويمبلي بركلات الترجيح بعد التعادل (1-1) عام 2021 بعد التأجيل بسبب جائحة كورونا.