هل أخطأ السعوديون عندما أصدروا قراراً رياضياً يقضي بعرض 14 نادياً من مختلف الفئات للقطاع الخاص؟ والجواب عن هذا السؤال سهل للغاية، وهو أنهم لم يخطئوا لأن هذا هو المتبع في كل العالم المتقدم اليوم خصوصاً في أوروبا أم الكرة التي صارت أنديتها عبارة عن شركات اقتصادية لها ثقلها وتمتلك رصيداً من اللاعبين يساوي فعلاً وزنهم ذهباً وتمتلك غير هذا الكثير.
قلنا ويقول غيرنا ويعرف الجميع أن قطاع الرياضة العالمي تغير كثيراً وخاصة على المستوى الاقتصادي وصار بعيداً عنا تماماً وها هي دول الخليج تحذو حذوه، إذ من دون الأموال لا يمكن بلوغ الأهداف المرسومة للمنظومة الرياضية، ولا يمكن المنافسة على الألقاب، ولا يمكن التطور، أنديتنا تعاني من الفقر، ولا تزال تعتمد على الدعم الحكومي الذي صار أشبه بالسيروم لإبقاء المريض على قيد الحياة وهذه معضلة مزمنة انعكست بشكل بالغ على الدوري المحلي وعلى مستوى أنديتنا في التمثيل الخارجي.
بالرغم من واقعنا الذي نعرفه ويعرفه غيرنا لدرجة أن هناك صفحات على الفيس هدفها التندر على ملاعبنا ودورينا، وكل هذا سببه أننا فقراء، وهنا نحن نشبه الفقير الذي لا يريد العمل على تطوير ذاته ويلوم الآخرين وهذا مربط حصان الفشل.
مبدئياً لا يمكن أن نطلب المحال وهو أن تتحول أنديتنا الفاقدة لكل شيء تقريباً إلى شركات اقتصادية مثل أندية أوروبا الكبيرة، لكننا نطالب بالبدء خطوة أولى في طريق الميل وليس النظر إلى المسافة وإعلان الهزيمة المسبقة وأن علينا أن نظل في مكاننا واقفين، فالواقف سيسبقه عصره إلى الدرجة التي سيأتي معها يوم وينسى العالم أن هناك رياضة في سورية، كما نسينا نحن أن هناك رياضة في الأسكيمو!
السابق
التالي