الوصول إلى الهدف أمر مشروع ومطلوب، وحياة الإنسان تتطلب الإنتاج وتوفير المتطلبات، فكم من أناس حاولوا جاهدين لتحقيق المراد لكن دون جدوى وأحياناً تكون محاولاتهم متكررة وفاشلة.
فالمطلوب لا يتحقق عند أي شخص وفي أي وقت وإذا سألنا عن السبب الفعال الذي حال دون ذلك لوجدنا دون أدنى شك بأنه هو الرشد نعم الرشد الذي هو الأساس لأي عمل كان في الحياة فأن يكون الإنسان راشداً أي عاقلاً متوازناً في أفعاله وأعماله فلا يتصرف إلا بهدوء وروية وإن أشكل عليه أمر استشار أصحاب الرأي والمشورة فرشده وتوفيقه في حياته جعله يتأتى في اتخاذ أي قرار لذلك نجد نجاحه وتفوقه ظاهر للعيان.
وكم نحن بحاجة إلى الراشدين الذين عرفوا حقيقة الحياة بأنها سعي وعمل دائبين مع الاستعانة بالموفقين في أعمالهم ونشاطهم، وكم أيضاً نحن بحاجة أن نوجه جيلنا إلى هذه الناحية ونجعل مسيرتهم راشدة وناجحة وأول الأمر حث الأبناء على العلم والمتابعة الثقافية حتى تنمو عقولهم وتزداد معرفتهم وبالتالي يكتمل إدراكهم ويتنامى رشدهم ونكون قد وصلنا بهم إلى الرشد الذي نتمناه ليكونوا بناة المستقبل المنشود.
ولا شك أن العباقرة في التاريخ الذين تركوا بصمات واضحة عبر التاريخ بلغوا من الرشد أكمله، وهؤلاء تعدادهم لا يحصى وما عليه العالم هذه الأيام من إبداع في التطور العلمي والتكنولوجي ما هو إلا بفضل الراشدين والمفكرين والعلماء الذين جعلوا الحياة أرقى وأسمى وأجمل.
وختام القول الرشد عند الإنسان هو كمال العقل ونضجه وأهميته جد هامة للوصول للنجاح المرجو عندنا جميعاً وعند كل إنسان ينشد التفوق في كل عمل يقوم به ومن هنا كان مصطلح “الراشد” أي هو الذي يمتلك الزمام ليدلك على الطريق السليم الذي لا اعوجاج فيه، ويجعلك تسلك طوق النجاة لما يحوز عليه من علم ودراية، فالراشد هو المعلم والموجه للسداد والطريق السوي الذي يوصل للأمان، وعلينا ان نعلم أولادنا في البيت في المدرسة كل ما يوصلهم إلى الطريق القويم كي يكونوا راشدين ومفيدين في مجتمعهم.
جمال الشيخ بكري