الثورة – منهل إبراهيم:
سخونة الأجواء التركية اليونانية تتواصل على صفيح ساخن من التصريحات والردود المتبادلة بين السياسيين الأتراك واليونان حول القضية القبرصية.
ولوَّح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بإنشاء قاعدة بحرية لتركيا في شمال قبرص، حال إقدام اليونان على مثل هذه الخطوة في الشطر الجنوبي للجزيرة المنقسمة منذ 50 عاماً إلى شطرين يوناني وتركي.
وقال أردوغان، رداً على سؤال حول سعي اليونان لإنشاء قاعدة بحرية في جمهورية قبرص، المعترف بها دولياً والعضو في الاتحاد الأوروبي: “إذا لزم الأمر فسنبني قاعدة بحرية في الشمال (جمهورية شمال قبرص التركية غير المعترف بها)، فلدينا بحر أيضاً”.
واستبعد أردوغان إمكانية استئناف المفاوضات بجزيرة قبرص، دون صياغة معادلة يجلس فيها القبارصة الأتراك واليونانيون على قدم المساواة على طاولة المفاوضات.
وعن العلاقات مع اليونان، قال أردوغان، في تصريحات، اليوم الأحد، للصحافيين، إن تركيا ترغب في تطوير العلاقات مع اليونان على أساس حسن الجوار.
وانتقد أردوغان تصريحات أدلى بها وزير الدفاع اليوناني، نيكوس ديندياس، خلال زيارته قبرص قبل أيام، ووصف فيها الاحتفالات التي تقام في شمال قبرص سنوياً بمناسبة التدخل العسكري التركي، بـ”المُخزية”، كما وصف وجود القوات التركية بـ”الاحتلال”.
وعما إذا كانت هذه التصريحات يمكن أن تعيد العلاقات التركية اليونانية إلى نقطة البرود مرة أخرى، قال أردوغان إننا نشهد، من وقت لآخر، مساعي شخصيات “شعبوية” في اليونان هدفها تفجير العلاقات بين البلدين بمثل هذه التصريحات.
وعبّر أردوغان عن امتعاضه من وصف ديندياس الوجود التركي في شمال قبرص بـ”الاحتلال”، داعياً رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، إلى أن يوقف وزير دفاعه عند حدّه.
وقال: “لقد تحدثت مع ميتسوتاكيس، خلال لقائنا في قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في واشنطن، وقلت له إنني سأكون في شمال قبرص وأخاطب الشعب هناك، وعلمت أنك ستكون أيضاً في الجنوب وستتحدث هناك، وأعتقد أننا لن ندلي بأي تصريحات من شأنها أن تزعج بعضنا البعض، وردَّ بأنه يعتقد الشيء نفسه مثلي”.
وأضاف أردوغان: “لكن وزير الدفاع اليوناني نيكوس ديندياس، لسوء الحظ، كان في مزاج مختلف، ومن الواضح أنه لم يكن على علم باجتماعنا مع ميتسوتاكيس، وأدلى بتصريحات هي غير أخلاقية، ويتوجب على السيد ميتسوتاكيس أن يُوقف وزير دفاعه عند حدّه”.
في السياق نفسه، أكدت وزارة الخارجية التركية أن ما يسمى “عملية السلام” التي نفّذها الجيش التركي عام 1974 في جزيرة قبرص، جرت استناداً إلى الاتفاقيات الدولية.
وأضافت، في بيان بمناسبة الذكرى الـ50 للعملية، أن هذه العملية جلبت السلام للجزيرة، داعية من يقرؤون تاريخ الأحداث بشكل تعسفي ويفسرون القانون الدولي بشكل مزاجي، إلى قبول هذه الحقيقة.
وشددت الخارجية التركية على أن الحل العادل والدائم في الجزيرة القبرصية لا يمكن تحقيقه إلا بقبول الوضع المتساوي للقبارصة الأتراك، ووجود شعبين ودولتين في الجزيرة.
واقترح أردوغان “حل الدولتين” في قبرص، للمرة الأولى، في ذكرى العملية التركية عام 2021، لكن الولايات المتحدة أعلنت رفضها الاقتراح، الذي وصفته فرنسا بـ”الخطوة الأحادية المستفزة”.