لم تُحمّل الأزمة المواطن أعباءً أكثر من تلك الأعباء التي حمّلتها أسطح منازل الأبنية دون أي اعتبار لحالات السلامة و الأمان والرؤية البصرية لهذه الأسطح ، لدرجة أننا وصلنا إلى حالة أصبح لايختلف فيها سطح أي بناء عن أي حي من أحياء المخالفات، خزانات مياه موزعة بشكل عشوائي، ألوان مختلفة واحد أحمر وآخر أسود وثالث أبيض، أحجام متباينة واحد سعة خمس براميل وآخر عشرة، واحد حديد وآخر بلاستيك ، لوحات طاقة شمسية متباينة الارتفاع والأحجام منتشرة بشكل عشوائي ، بعضها غير مُثبت بشكل جيد وستكون خطراً في حالات العواصف والرياح .
أسطح الأبنية تشكّل اليوم حالة خلاف بين القاطنين فيها ، فمع أزمة الكهرباء بدأت تنتشر ألواح الطاقة الشمسية ، السخانات بشكل عشوائي ، ومع تفاقم أزمة المياه زاد عدد خزانات المياه على الأسطح ومع استحالة امتلاك منزل قد تتحول الأسطح لتخزين المونة لأن البيت الواحد تحول لعدة منازل ، كل واحد من الأبناء تزوج في غرفة وأصبح كل منزل لعدة عائلات، ولكن السؤال ألم تفكر الجهات المعنية بوضع اشتراطات لتركيب منظومات الطاقة الشمسية على الأبنية؟ ألم يفكر أحد بفرض شرط على معامل تصنيع الخزانات بأن تُنتج اللون الأبيض فقط كونه هادئا ويعطي راحة للنظر ولا يبدو فاقعاً للناظر من الأعلى أو من بعيد ؟ والأهم من كل ذلك هل الأبنية تتحمل هذه الأوزان على الأسطح وبالتالي لا تُشكل خطراً على الناس ؟
هناك كثير من الأمور يجب الاهتمام بها وتنظيمها ووضع معايير واشتراطات لضبطها لاسيما وأننا مُقبلون إن شاء الله على تحسّن وانفتاح وعودة لكثير ممن أجبرتهم الظروف على ذلك وهم كثر لدرجة أنك صرت تقرأ في النعوات (آل فلان في كاف الجاع وأبو منقار وجورة الجواميس ووطى حريصون والقنجرة وخربة شاكر وتلدو وبقعسم ومضايا وبرلين وليون وميامي ودوترموند وعجلون والدمنهور وبنغازي ينعون إليكم عميد أسرتهم المغفور له…..)
نموذج موحّد لقواعد تركيب ألواح الطاقة الشمسية، ولون واحد لخزانات المياه ، مع معايير واضحة يحد من الخلافات بين الساكنين ويقلل من خطر هذه الكُتل والأوزان على الأسطح إضافة إلى تحسين الرؤية البصرية لمنظر الأبنية من الأعلى ، وإن تجاهلنا وتجاوزنا المنظر فلا يُمكننا تجاهل الخطر الذي يُمكن أن تتسبب به هذه الأوزان على الأبنية وعلى محيطها ، قد يستخف البعض بالأمر ولكنه بدأ يأخذ صفة التهديد لساكني الأبنية وجوارها.
معد عيسى