الثورة – لقاء ريم صالح:
أكد المحلل السياسي والعسكري والاستراتيجي اللواء سليم حربا أن ما جرى في مجدل شمس هو جريمة نكراء ومجزرة إسرائيلية واضحة كعين الشمس وأن كل محاولات إلصاق التهم بالمقاومة اللبنانية بأنها من استهدف مجدل شمس عارية عن الصحة والشواهد في الميدان تؤكد ذلك.
واضاف اللواء حربا في تصريح خاص لجريدة الثورة أن المؤكد أن الكيان الإسرائيلي هو المسؤول عن هذه المجزرة في مجدل شمس بأحد احتمالين، الأول: أن يكون الصاروخ الذي سقط في الملعب هو من صواريخ القبة الحديدية التي تطلق لصد صواريخ ومسيرات حزب الله بعد أن أثبت الواقع أن تلك القبة الحديدية صدأة وأصبحت عاجزة إلى حد كبير عن صد أغلب الصواريخ والمسيرات الانقضاضية، ويؤكد أكثر من مراسل بأن أكثر من جندي إسرائيلي في محيط مجدل شمس والجولان السوري المحتل اعترفوا لأكثر من مراسل تحت الهواء بأن الصاروخ الذي أطلق إنما أطلق من بطاريات القبة الحديدية ولكنهم لا يتجرؤون على الحديث على ذلك على الهواء لأن مصيرهم سيكون السجن وهذا ما أكدته حتى مراسلة قناة “العربية” على الهواء في تقريرها.
وأما عن الاحتمال الثاني، أوضح اللواء حربا أن يكون كيان العدو قد ارتكب هذه الجريمة لتحقيق جملة أهداف أي بمعنى ارتكبها عامدا متعمدا لاسيما أنها تأتي خلال وبعيد زيارة نتنياهو إلى واشنطن واستجداء نتنياهو الدعم الأمريكي عسكريا وسياسيا لكيانه المأزوم وطلبه ربما توسيع الحرب بمشاركة ودعم أمريكي.
ولفت حربا أن أول هذه الأهداف ربما التي يسعى كيان العدو من خلال هذه العملية التي يمكن أن يكون قد لجأ إلى تنفيذها عامدا متعمدا هي معاقبة أهلنا في مجدل شمس والجولان السوري المحتل لموقفهم الوطني الصلب وتمسكهم بهويتهم وانتمائهم السوري ودعمهم لخيار المقاومة.
وأضاف: كلنا نتذكر وثيقة الحرب التي تمنع وتحرم على أهلنا في الجولان التعامل مع كيان العدو.
إذن قد تكون محاولة لتطويع أهلنا في الجولان الذي عجز عنه كيان العدو على مدى حوالي ٥٠ عاما وسيبقى يفشل وسيبقى عاجزا عن تطويع أهلنا وتحقيق هدفه.ثانيا قد تكون محاولة إسرائيلية لتشويه سمعة حزب الله والمقاومة ومحور المقاومة والتجييش ضده بأنه يقتل المدنيين، علما أن حزب الله بمناقبيته القتالية وبالرغم من جرائم كيان العدو الإسرائيلي باستهداف المدنيين في جنوب لبنان وغزة والضفة وفي غير مكان باغتيالات في كل حدب وصوب، ومع ذلك فإن حزب الله نفذ أكثر من ٥ آلاف إطلاق لم يستهدف خلالها على الإطلاق أي مدني صهيوني.
وتساءل اللواء حربا: إذن هل يعقل أن حزب الله الذي لم يستهدف المدنيين الصهاينة يمكن أن يستهدف مدنيين سوريين مناضلين وصامدين في وجه الاحتلال الصهيوني هم ظهير للمقاومة وداعم أساسي لها في القرى السورية المحتلة؟!.
إذن هذه منطقيا وبديهيا لا تستقيم ولا تعقل.
ثالثا: قد يكون احد أهداف العدو الصهيوني التسلق على هذه الذريعة والاتهام الباطل لزيادة دق الأسافين على مستوى الحالة السياسية اللبنانية لزيادة الانقسام السياسي والشعبي هناك.
رابعا غير مستبعد أن تكون هذه الجريمة مقدمة وذريعة يستخدمها الكيان الإسرائيلي لمزيد من التصعيد وتوسيع دائرة الحرب علما أن قرار توسعة الحرب مع أنها رغبة وضرورة إسرائيلية لكنها تصطدم بالعجز وعدم القدرة ناهيك أن توسيع الحرب هو قرار أمريكي أكثر مما هو إسرائيلي.
وختم اللواء حربا كلامه بالقول: أعتقد أن تهديد وتهويل كيان العدو لا يغير موازين ولا يخيف المقاومة ولا يغير قرارها وإرادتها وتصعيدها واستهدافها لكيان العدو في لبنان أو في كل محور من محاور المقاومة الذي هو بمقاتليه وأبطاله في كل ميادينه وساحاته وجبهاته مستعدين لكل الخيارات بما فيها تهور كيان العدو بحرب واسعة .
أما الشهداء الذين ارتقوا في مجدل شمس فهم شهداؤنا في سورية وفي لبنان وفي فلسطين، وهم كالشهداء الذين ارتقوا ويرتقون في غزة والضفة وجنوب لبنان وسورية وكل مكان في مواجهة العدو الصهيوني، وكل هؤلاء الشهداء في مجدل شمس وعلى امتداد الساحات كلهم على طريق القدس لأن دمهم وهدفهم ومصيرهم وانتصارهم واحد وأيضا عدوهم الصهيوني واحد.