الثورة – لقاء ريم صالح:
أكد المحلل والخبير السياسي محمد العمري أن ما حصل في مجدل شمس بالأمس من خلال سقوط صاروخ على ملعب أدى إلى استشهاد ١٣ شاباً سورياً وإصابة أكثر من ٣٦ مواطناً آخر من المواطنين في مجدل شمس المحتلة الواقعة في الجولان السوري المحتل هي جريمة نكراء بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى.
وأضاف العمري في تصريح خاص للثورة أن الجريمة الأكبر هي محاولة استثمار دماء السوريين لتحقيق مصالح إسرائيلية، مشيراً إلى أن مواطني الجولان المحتل رفضوا منذ عام ١٩٨١ الهوية الإسرائيلية التي حاول الكيان الإسرائيلي فرضها بالقوة على مواطني هذه المنطقة.
وقال العمري أعتقد أن اليوم لا يمكن القول إن ما حصل في الجولان السوري المحتل في مجدل شمس هو بعيد أو بريء من التوظيف الإسرائيلي، بمعنى أن سقوط الصاروخ هو إما عملية مفتعلة من قبل الكيان الإسرائيلي وقد تم استهداف هذه المنطقة بصاروخ لاتهام حزب الله بذلك أو أن بقايا صاروخ من القبة الحديدية سقطت على تلك المنطقة ويحاول الكيان الإسرائيلي التنصل من مسؤولياته بالقول والادعاء بأن هذا الصاروخ هو من صواريخ حزب الله التي أطلقت على الجولان المحتل.
وشدد العمري على أنه يمكن الجزم وتفنيد الادعاءات الإسرائيلية بأن الصاروخ هو صاروخ لحزب الله، أولاً لأن حزب الله لم يستهدف مناطق مدنية حتى اللحظة ولديه مناطق مدنية قريبة جداً على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، وثانياً على مدى ١١ شهراً وجدنا أن كل عمليات حزب الله كانت دقيقة لدرجة أنها استطاعت استهداف القواعد العسكرية الإسرائيلية بدقة وأقل وأقرب قاعدة عسكرية إسرائيلية تبعد عن مجدل شمس ٣ كيلو متر، وبالتالي لا يمكن القول أن حزب الله أخطأ، فحزب الله سبق له وأظهر مهاراته حسب اعترافات متزعمي “إسرائيل”.
والسبب الثالث هو التوظيف السياسي الذي وجدناه مباشرة من خلال اتهام حزب الله بالوقوف وراء هذه العملية مباشرة من الداخل الصهيوني وهذا يعني أن هناك رغبة إسرائيلية لاستغلال ما حصل أو افتعال هذه المجزرة واستغلال وجود نتنياهو في الولايات المتحدة الأمريكية للحصول على دعم خارجي وأمريكي بالذات انطلاقاً من استغلال الوضع الانتخابي الأمريكي والحصول على المزيد من الدعم والضوء الأخضر للكيان الإسرائيلي من الولايات المتحدة للقيام بعمل عدواني عسكري على لبنان.وتساءل العمري: ولكن هل هذا يعني أننا أمام سيناريو التصعيد الشامل، أنا اعتقد بأن التصريحات النارية التي سمعناها بالأمس كان هدفها ليس الذهاب نحو حرب شاملة لأن الإسرائيلي لو أراد الحرب الشاملة لما هدد كل هذه التهديدات، ولكن هدف كل هذه التصريحات النارية والتهديد والوعيد هو محاولة التنصل من المسؤولية وتحميلها لحزب الله، ولكن هذا لا يعني أننا قد نكون على أعتاب حرب شاملة وخاصة في حال تمكن نتنياهو واليمين المتطرف من الهيمنة على إرادة وقرارات الداخل الإسرائيلي والمؤسسة العسكرية الإسرائيلية.
وشدد العمري على أن هناك مساراً آخر في حال قيام “إسرائيل” بعمليات غير محسوبة سواء أكان في سورية أم في لبنان ضد بنى تحتية أو أهداف مدنية أو استهداف العاصمة بيروت أو تجمعات سكانية بأن حزب الله كان جازماً بالأمس في رسالته بأنه سيكون هناك رد وبالتالي رد حزب الله سيقابل برد إسرائيلي وما بين الرد والرد المضاد سيكون هناك تدحرج دراماتيكي للصراع في المنطقة.
وختم العمري كلامه بالقول هناك نقطة أخيرة.. ما حصل في الجولان المحتل يؤكد أن هناك توظيفاً إسرائيلياً وأن إسرائيل تقف خلف هذه المجزرة.. الحقيقة أن تاريخ “إسرائيل” مليء بافتعال الأزمات ومن ثم الذهاب بالإدارة بالأزمة، و”إسرائيل” لطالما كانت تفتعل بين الفينة والأخرى أزمة، وعلى سبيل المثال فيما يتعلق بقتل سفرائها في أوروبا ومن ثم اتهام منظمة التحرير عام ١٩٨٢ بذلك لتبرير اجتياح بيروت، وبالتالي هي اعتادت على هذا السلوك، كما أن نتنياهو واليمين يريدون افتعال أي أزمة أو أي صراع تمكنهم من التنصل من الضغوط التي تمارس عليهم داخلياً وخارجياً فيما يتعلق باتفاق التبادل.
كما أن هناك نقطة أخيرة حيث أن نتنياهو حرر بالأمس من قيود الكنيست مع دخول هذا الكنيست للعطلة الصيفية الطويلة التي تستمر ٣ أشهر، وبالتالي فإننا هنا نتحدث عن أن نتنياهو حتى نهاية السنة ضامن لبقائه في السلطة نتيجة العطلة الصيفية التي دخل بها الكنيست.