الجريمة الصهيونية التي قامت بها قوات الاحتلال في بلدة مجدل شمس في الجولان العربي السوري باغتيال مجموعة من الفتيان الجولانيين، ما هي إلا محاولة يائسة من مجرمي حرب الإبادة وقادة العدو لحرف الرأي العام العالمي عن الهزائم التي تمنى بها قوات الاحتلال في غزة والهروب إلى الأمام من أزمة حكومة الإرهابي نتنياهو جراء الخسائر الباهظة وعدم قدرته على تحقيق أي من أهداف عدوانه، مما أثار عليه خصومه السياسيين في ائتلافه وحكومته وأثار غضب المستوطنين عليه أيضاً الذين فقدوا الثقة به وبقوات الاحتلال التي لم تعد توفر الأمن لهم في هذا الكيان المصطنع الذين جاؤوا إليه من بقاع العالم المختلفة آملين بحياة أفضل كما وعدهم بها مؤسسو الكيان.
نتنياهو الذي أراد الرقص على الدماء، حيث سبق زيارته الاستعراضية لأميركا بعدوان غاشم ضد اليمن وتصعيد ضد جنوب لبنان، وبعدها بارتكاب جريمة اغتيال وحشية في بلدة مجدل شمس الجولانية السورية، ويحاول الآن توسيع دائرة التوتر في المنطقة للهروب من أزمته الداخلية ومن فشل عدوانه ضد فلسطين والمنطقة، وخلقت له أزمة توسيع الجبهات، إذ إنه لا يستطيع أن يمنع ردّات فعل المقاومة التي لم يستطع إسكاتها، ولا يعرف نهاية قريبة لها، خاصة إذا علمنا أن عمليات المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال تصاعدت من جديد في غزة، وأن المقاومة في الجنوب تتحضر لرد عنيف ضد الاحتلال، وكذلك الأمر بالنسبة لليمن.
إن سياسات نتنياهو التصعيدية ستطوقه بردود فعل قوية داخلية وخارجية تؤدي به إلى الهاوية، لن تكون لصالحه ولصالح الكيان وحليفته الولايات المتحدة.
فقد وضعته في حالة حذر وترقب، بدأت تنعكس قلقاً وخوفاً داخل الكيان، ويمكن أن تفرز حالة رد عنيف على مبدأ الفعل ورد الفعل.
ومهما أظهر نتنياهو من استعراض في واشنطن والرقص على الدماء، فإن هذا لا يخفي الخوف من المصير الذي ينتظره، لذلك يهرب من واقعه المأزوم من خلال اللجوء إلى سياسات العدوان والاغتيالات.
قادمات الأيام تحمل المزيد من التأزم لحكومة الاحتلال وللكيان بالعموم نتيجة السياسات المتهورة التي لن يجني نتنياهو إلا الهاوية، وأن الرقص على الدماء ستغرقه في مستنقع لن تنفعه محاولات العوم.