المسؤولية المجتمعية كمفهوم لايرتبط بعمر محدد، وإنما هي تكتسب منذ الطفولة إذا ما أحسن الأهل توجيهها، والمدرسة استثمارها، ومؤسسات المجتمع توظيفها.
فالطفولة هي أحد أركانها الأساسية لبناء درجات المستقبل وتعبيد الجسور بما يخدم حاجات الوطن والشعب.
لقد أثبت أطفال سورية وعلى امتداد السنوات الطويلة أنهم قدوة ولديهم القدرة على العطاء والإنجاز وتحمل المسؤولية في أي سباق مع المعرفة والزمن، فالحياة هنا لا تقاس بالأعمار كما يقال، ودليل ذلك ما حققه على سبيل المثال لا الحصر برلمانيو سورية الأطفال من تفوق وحضور لافت في البرلمان العربي للطفل الذي عقد مؤخرا في الشارقة، حين عرضوا في الجلسة العامة للبرلمان برامج وأمثالاً واقعية متنوعة من تطوع أطفال بلدنا، والذين كان لديهم الوعي الكافي لمفهوم المسؤولية المجتمعية لأنهم عاشوه في أسرهم، ومدارسهم، ومحيطهم.
والأهم في مجمل النقاشات هو التأكيد على أن المسؤولية أياً كان شكلها ولونها هي حالة صحية وفعل إيجابي، وواجب أخلاقي له أثر جميل ومريح معنوياً ومادياً يتحمله أفراد المجتمع جميعاً.
فما نحتاجه هنا جميعاً -صغاراً وكباراً ومؤسسات- هو التوعية بالقضايا الاجتماعية والمشاركة في الأعمال التطوعية التي تخدم المجتمع من دون مقابل ودعم الفئات المحتاجة والمساهمة في حماية البيئة المحيطة والتنوع بأشكاله المختلفة.
إن بناء جيل مستقبلي يُسهم في تحقيق التنمية المستدامة والرخاء الاجتماعي أمر في غاية الأهمية في هذه الظروف الصعبة، ما يساهم في تعزيز الحقوق والواجبات الاجتماعية للأطفال واليافعين وشرائح المجتمع كلها.