الثورة – آنا عزيز الخضر:
سيبقى الألم يرافق ذاكرتنا لأمد طويل جراء إرهاب مقيت، جلب الوجع والجراح لكل أبناء سورية، وقد قتلوا ودمروا وحرقوا وسببوا الأذية للوطن والمجتمع، ولكل فرد فيه، وقد عودنا المسرح السوري أن يحمل بين عوالمه لواعج قلوبنا، وصرخة أوجاعنا وقلق ذاكرتنا الدائم، وهل هناك قلق أكبر مما سببه ذلك الإرهاب؟.. الذي أثخن الجميع بالجراح..
هذا ما نقله العرض المسرحي وفق أسلوب المونودراما “مسخ كافكا” من إخراج فيصل الراشد، على صالة مسرح القباني بدمشق، وصور العرض ما عانته سورية من الإرهاب وتبعاته.
قام بدور البطولة الممثلة رايسا مصطفى، التي دخلت عوالم الشخصيات، وتألقت في تجسيد المشاعر المتتوعة، فكانت مقنعة ومتميزة في تلونها.
تناول العرض حكاية موظفة تعمل في السجل المدني، وقد انفصلت عن حبيبها خلال الحرب، بعد أن هاجر وتركها، فتتزوج من زميلها في العمل، وقد أصبح متطرفاً وأرغمها على تغيير آرائها، فعاشت معه حياة صعبة ، خصوصا بعد وفاة ابنتها، وهي في المدرسة على يد العصابات الإرهابية.
وقد سلط العرض الضوء على الأعمال الإجرامية البشعة التي قام بها الإرهابيون في سورية ومحاولاتهم التخريبية في كل مجال، وفي تدمير البشر والحجر والثقافة والهوية السورية بحرقهم للسجل المدني مثلا عدا عن سرقة الآثار وتهريبها وغيرها الكثير..
ورغم أن العرض يسير وفق بينة درامية مؤثرة، إلا أنه نقل الكثير من الحقائق، التي تكاد تكون وثيقة لا تنسى.