الثورة – غصون سليمان:
أينما توجهت فثمة إبداع سوري في ربوع الوطن وأحد أركانه هو المرأة التي يقع على عاتقها الجزء الكبير في عملية التنمية، إذ لا يكاد يخلو مؤتمر بحثي علمي، أو أدبي، أو تنموي وتعليمي، إلا ولها بصمة حاضرة وفاعلة إذا ما تم استثمارها بالشكل الأمثل.
ففي زمنٍ تشهد فيه سورية تحديات كبيرة وظروفاً اقتصادية واجتماعية ضاغطة تبرز قصص النجاح كواحدة من أدوات التحدي المطلوبة، وهذا ما عكسته مبادرة نجاح فريق الباحثين التربويين، الذي أطلق حزمة أمل من خلال مشروعه الطموح “التعلم الريادي”.
مؤتمر الباحثين السوريين في الوطن والمغرب ومن ضمن الأبحاث الغنية التي ناقشها محور التنمية الاجتماعية والثقافية، تحت عنوان التعليم الريادي لبناء اقتصاد مستدام وهو نتاج عمل فريق بحثي سوري قدم حلاً مبتكراً لتطوير التعليم في سورية، تحت العنوان المذكور آنفاً
*أهمية البحث
عن أهمية البحث والنقاط المثارة للتطوير، كان للثورة هذه الوقفة مع الأستاذة كندة لقموش مدير مشروع التعلم الريادي الممول من الهيئة العليا للبحث العلمي حيث أوضحت أن فريق الباحثين التربويين ومشروع التعلم الريادي: هو مجموعة من الأكاديميين والباحثين المتحمسين لتغيير الواقع التربوي في سورية وقد تمكن هذا الفريق من تحقيق إنجازات كبيرة في مجال البحث العلمي، ومن أبرز مشاريعهم مشروع “التعلم الريادي”، وهو رؤية جديدة في التعليم تساعد الطلبة على الاندماج بسوق العمل من خلال التركيز على تنمية مجموعة من المهارات الشخصية والأكاديمية لديهم”.
إذ يهدف التعلم الريادي إلى نشر ثقافة ريادة الأعمال من خلال غرس قيم الإبداع والابتكار وحل المشكلات لدى الطلاب.
والأمر الثاني هو تمكين الشباب عبر تزويدهم بالمهارات والمعارف اللازمة لبدء مشاريعهم الخاصة.
إضافة إلى تطوير المناهج الدراسية: وذلك بدمج مفاهيم ريادة الأعمال في المناهج الدراسية القائمة.
والمساهمة في بناء اقتصاد مستدام في سورية.
تؤكد مديرة المشروع: “أن الاستثمار في التعليم الريادي هو استثمار في المستقبل. فمن خلال تزويد الأجيال الشابة بالمهارات والمعارف اللازمة لسوق العمل، يمكننا بناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار، وهو اقتصاد أكثر مرونة واستدامة وقادر على مواجهة التحديات المستقبلية. نحن نؤمن بأن كل شاب سوري يحمل بذور الابتكار والإبداع، وبالتالي مهمتنا في هذا السياق توفير البيئة الداعمة التي تساعد هذه البذور على النمو والازدهار”.
*إمكانات كبيرة
وحول منهجية الدراسة والنتائج تشير الأستاذة لقموش إلى أن المشروع اعتمد على منهجية بحثية شاملة، شملت إجراء دراسات استقصائية ومقابلات مع طلاب ومعلمين وخبراء في مجال ريادة الأعمال. وقد كشفت نتائج الدراسة عن وجود إمكانات كبيرة لدى الشباب السوري، ولكنها أظهرت أيضاً الحاجة إلى توفير بيئة داعمة لتنمية هذه الإمكانات.
وانطلاقاً مما تقدم يوصي مشروع التعلم الريادي بضرورة: إنشاء دائرة تنسيق بين وزارة التعليم العالي ووزارة التربية لردم الفجوة بينهما وتحقيق التعاون الفعال لتعزيز التعلم الريادي وتحقيق التكامل بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل.
ثانياً، اعتماد مقرر خاص في التعلم الريادي في جميع الكليات بجامعة دمشق، مع مراعاة خصوصية كل كلية وتفعيل مهارات الطلاب ضمن المسارات العملية. ما يساهم في تأهيل الطلاب للاندماج في سوق العمل وتحقيق التنمية المستدامة.
ثالثاً، تطوير وتنفيذ نظام بيئي لمتابعة ريادة الأعمال في جميع الكليات، وربطه بغرفة الصناعة. هذا النظام سيساهم في رصد وتقييم الأنشطة الريادية في الجامعة وتشجيع التعاون مع القطاع الخاص لدعم الرواد والمبتكرين.
رابعاً، توعية الشباب بضرورة الانخراط في الاقتصاد ومزاياه، وذلك من خلال توفير تدابير تشجيعية مثل منح مجانية وقروض وتوفير المعلومات والمشورة، خصوصاً للمرحلة المبكرة. الأمر الذي يساهم في تحفيز الشباب على الابتكار والريادة وتوفير البيئة المناسبة لتطوير أفكارهم ومشاريعهم وتمكينهم من دخول سوق العمل بثقة.
خامساً، دعم أصوات الشباب وتسهيل وصولهم إلى حاضنات الأعمال وتطوير هذه الحاضنات وربطها مع المستثمرين الماليين، وترويج المنتجات وتسويق الأبحاث مع وضع دليل مرجعي يوضح خطوة بخطوة العمليات الإدارية للتسجيل في حاضنات الأعمال وتطوير هذا الدليل باستمرار.
*خير الكلام
مشروع التعلم الريادي الذي يقوده فريق الباحثين التربويين يعد نموذجاً يحتذى به في مجال تطوير التعليم في بلدنا. إذ يؤكد المشروع العلاقة التكاملية بين التعلم الريادي واقتصاد المعرفة، فالتعلم الريادي يوفر القوى العاملة الماهرة والابتكارية اللازمة لدفع عجلة اقتصاد المعرفة، بينما يوفر اقتصاد المعرفة البيئة المناسبة لنمو المشاريع الريادية، وفي النهاية، يستفيد المجتمع ككل من خلال تحقيق نمو اقتصادي مستدام وخلق فرص عمل جديدة.