يحكى أن مسؤولاً رياضياً كان ولا يزال لا يتكلم إلا عن التشويق والإثارة في كرة القدم، يرد بالإثارة على أي سؤال أو انتقاد وتساؤل عن جانب الإثارة في أي ظاهرة سلبية أم سلبية باعتبار أن الظواهر الإيجابية لم تعد ترى بالعين المجردة.
منذ مدة طرح عليه أحد الصحفيين سؤالاً عن فترة الصمت الكروي بين نهاية دوري وبداية آخر.
لماذا رافقه صمت في الصيانة والإصلاح والإعداد والتجهيز، ولا مقعد مكسور تم إصلاحه، ولا أرضية ملعب تم على الأقل إجراء تصوينة وليس صيانة شاملة لها، ولا حفرة وحل تم ردمها، ولا شبك مثقوب جعلنا فرجة للعالمين تمت خياطته ورقعه، ولا شمسية أو مظلة تم تركيبها لتقي الناس من مزاجية الطبيعة، ولا أي وسيلة مواصلات من وإلى الملاعب تم إحداثها، ولا أي بياع بوشار تم التعاقد معه، ولا أي بسطة كازوز منقوع بالثلج رست عليها مناقصة، ولا أي حمام تمت صيانته، ولا أي خزانة في المشالح تم تزبيط وتسكيج قفلها المعطوب، ولا أي مداخل ومخارج وأسوار تمنع انتشار العدوى وليس فقط الفوضى تم النظر إليها بعين العطف، ولا لوح طاقة شمسية ولا أي كوة تذاكر ولا أي نظرة للتمايز بين الجمهور بناء على سعر التذكرة بغية الاستفادة، ولا أي منصة تصوير مجهزة للإعلام، ولا أي خدمة في ملاعب لا توجد فيها أي مقاييس دولية.
يحكى أنه رداً على كل ما تقدم قال المسؤول الرياضي وغيره إن الإثارة والتشويق داخل الملعب تنسيان المرء أحضان أمه وأبيه، وبناء على هذا، فمن الذي يلقي بالاً إلى كل ما سبق وهو مفعم بالإثارة، عدا عن هذا فإنهم قاموا بصيانة هنا وأخرى هناك معترفاً أنها لا تكفي ولا تفي بالمطلوب ولم نجن منها غير تعب من عمل عليها، فمتى نحصل فعلاً على رياضة تستحق الإثارة يا أعضاء مجالس الإدارة؟

التالي