عندما يأخذ القانون مجراه

 

الثورة  – حسين صقر:

لأسباب بسيطة ولا تستحق الذكر أو الوقوف، كل يوم نصحو على خبر ضحية هنا، وأخرى هناك نتيجة خلافات ومشاجرات، فلا يكاد يخلو يوم من خبر مقتل شاب أو مراهق بسكين أو بعصا أو بسلاح.
الأمر يتطور لعدم حصره بين الطرفين تحديداً، ولعدم تدخل الجهات المعنية بالوقت المناسب، إما لعدم وجودها في منطقة مكان الشجار، أو لوصول الخبر لها في وقت متأخر، مع أن تلك الجهات بالتاكيد تلبي النداء، لكن ماالفائدة بعد أن يكون قضي الأمر.
أما طرفا النزاع أحدهما في المستشفى أو اللحد، والآخر في السجن أو فار من وجه العدالة، وهو ما يزرع في القلوب الحسرة واللوعة، وذلك نتيجة توسيع رقعة تلك الخلافات وعدم حصر من يحضرها أو يشارك فيها بطرفي النزاع، وهنا تبدأ المعاناة بين المستشفيات والسجون، وربما يتطور الموضوع إلى القتل والأخذ بالثأر، وكلنا يعلم المصائر.
فالخلافات والمشاجرات بين المراهقين وأرباب السوابق والمتسلطين وكل من لم يردعهم رادع أصبحت خطراً على المجتمع برمته، وتحصد أرواحاً بريئة لا ذنب لها سوى أنها كانت في ساحة ذاك النزاع، حيث تتطور الأمور وينفلت عقالها نتيجة وجود البعض ممن يغيب صوت العقل عنهم، لجهلهم بالعواقب الوخيمة التي تترتب عن عملية الضرب التي يقوم بها أحد الطرفين، سواء استخدم عصا أم سكيناً أم سلاحاً، في وقت يستخدم فيه الغالبية العظمى السلاح، وكلنا يعرف مخاطر استخدامه، لكون من حمله هدد، ومن هدد نفذ، ومن نفذ ابتلى، وكان سبباً بتشريد عائلاته، فيما لا قدر الله لو وقع المحظور، وأضحى المصاب ميتاً.
الكثير من الناس الذين يحضرون المشاجرات، يشاركون فيها خجلاً من بعضهم، كي لا يتهم أحدهما الآخر بالجبن والخوف، وذلك بخطأ واضح في تقدير الأمور، لأننا لو حسبنا جميعاً الأمور بنفس الطريقة، لما بقي هناك عاقل أو مصلح، وكأن الجميع يعيشون في غابة، ولا قانون يحكمهم إلا قانون تلك الغابة، متناسين أنهم يعيشون تحت سلطة الدولة والقانون سيف مسلط على رقاب الجميع بالحق، ولهذا لو رجع كل من وقع عليه الظلم إلى ذلك القانون لانصلح الأمر، وعوقب الجاني بأشد العقوبات كي يكون عبرة لغيره، ويتربى بسبب تلك العقوبة القاسية المئات بل الآلاف، لكن عندما تنتهي القصة “بتبويس الذقون والأيادي واللحى”، ولا ينال الجاني عقابه، يصبح الاعتداء سهلاً على من سبقه، لأنه يعلم أن فض النزاع سوف ينتهي بالجاهات والحلول الأهلية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، لأنه من الضروري أن يأخذ القانون مجراه، ويعاقب المعتدي حسب قانون العقوبات والمواد التي يتضمنها، وبهذا يحسب أي شخص ألف حساب قبل أن يدخل في مشاجرة قد يستخدم فيها السلاح أو غيره لإيذاء الآخرين معنوياً ونفسياً وجسدياً ومادياً.
من الضروري أن ينتبه أي شخص لمخاطر تدخله السلبي في المشاجرات، وعليه أن يكون مصلحاً لا طرفاً فيه، والتخفيف قدر الإمكان من عبء المشكلة التي حدثت، وتسهيل الأمر على الجانبين، لا أن يحمل سلاحه ويساهم في إشعال النار، وعليه يجب أن تكون عقوبة المحرض والذي يساعد الجاني على غيّه أكبر بكثير من أطراف المشكلة أو المشاجرة الرئيسيين، لأن هؤلاء حدث بينهما ما حدث، أما المشارك ومضيف الزيت على النار لا يريد لجمر الخلاف أن ينطفئ وقد تكون له مصلحة في ذلك.
مناشدة للأهالي وأطراف الخلاف أن يعملوا على حصر الخلافات بطرفي النزاع، وألا يكونوا محرضين، ومحضر خير ، كي لا تتطور الأمور وتنفلت من عقالها، كما أنه على الجهات المختصة أن تأخذ دورها كاملاً ولا تقبل بأي حلول أهلية، وترك القانون يأخذ مجراه في معاقبة الجناة والمتسببين، كي يكونوا عبرة لغيرهم ولا يستسهلوا أي مشكلة، وعلى تلك الجهات تنظيم حملة واسعة لسحب السلاح غير المرخص من أيدي المراهقين وأرباب السوابق، لأنه خطر على المجتمع برمته.

آخر الأخبار
وزير المالية: محادثاتنا في واشنطن أسفرت عن نتائج مهمة وزارة الرياضة والشباب تطوي قرارات إنهاء العقود والإجازات المأجورة لعامليها طموحاتٌ إيران الإمبريالية التي أُفشلت في سوريا تكشفها وثائق السفارة السرية خبير اقتصادي لـ"الثورة": إعادة الحقوق لأصحابها يعالج أوضاع الشركات الصناعية عمال حلب يأملون إعادة إعمار المعامل المتضررة مركز التلاسيميا بدمشق ضغط في المرضى وقلة في الدم الظاهر: نستقبل أكثر من ٦٠ حالة والمركز لا يتسع لأك... استمرار حملة إزالة البسطات العشوائية في شوارع حلب الأونروا: لم تدخل أي إمدادات إلى قطاع غزة منذ أكثر من 7 أسابيع صحة حلب تتابع سير حملة لقاح الأطفال في منبج هل سيضع فوز الليبراليين في انتخابات كندا حداً لتهديدات ترامب؟  بمبادرات أهلية تركيب 60 جهاز إنارة لشوارع دير الزور غرق عبارتين تحملان شاحنات بنهر الفرات الثورة" على محيط جرمانا.. هدوء عام واتصالات تجري لإعادة الأمن العفو الدولية": إسرائيل ترتكب جرائم إبادة جماعية في غزة ويجب محاسبتها   العراق تدعو لتسوية تضمن وحدة سوريا واستقراها 90 ألف غرسة مثمرة والخطة لإنتاج 69 ألف غرسة أخرى في القنيطرة ثانوية جديدة للعلوم الشرعية في طفس تعاون هولندي ومشاريع قادمة لمياه حلب بحث احتياجات حلب الخدمية مع منظمة UNOPS   المخابز تباشر عملها في درعا بعد وصول الطحين