قد لا نضيف شيئاً إذا ما قلنا إن هناك معضلة حقيقية تتعلق بالمعادلة السعرية في أسواقنا والتي تزداد بشكل تصاعدي رغم ثبات سعر الصرف لفترة لا يستهان بها، الأمر الذي يقتضي ثباتاً أيضاً في أسعار مختلف السلع والمواد الغذائية سواء المنتجة محلياً أم المستوردة، فعندما يسأل رئيس الحكومة وزارتي التموين والإدارة المحلية عن سبب ارتفاع أسعار الخضار في أسواق الهال -رغم أنها في موسمها- لا بد أن ينسحب السؤال أيضاً على معظم السلع والمواد التي تتغيير أسعارها بين يوم وأخر رغم ثبات سعر الصرف.
وبما أننا قد اقتربنا من موسم المدارس والمونة فإن الأمر سيزداد سوءاً نتيجة الأسعار التي ستطال المستلزمات المدرسية بالدرجة الأولى قبل المونة التي يبدو أن أغلب الأسر السورية قد ألغتها من قاموسها السنوي.
دائماً عند الحديث عن أسباب ارتفاع الأسعار أول ما يتبادر إلى الذهن نظرية العرض والطلب والتي لا يستطيع أحد نكرانها من وجهة نظر اقتصادية، لكن أيضاً الأسعار تتأثر بعوامل أخرى كالمتغييرات الاقتصادية المتعلقة بالتكاليف والأرباح ومستوى الدخل وحجم العرض والطلب -كما ذكرنا بدايةً ناهيك- عن القوة الشرائية لنصل بالنهاية إلى التضخم الذي يرفع الأسعار ويسهم بزيادة أرباح التجار رغم ثبات سعر الصرف.
تبريرات التجار جاهزة رغم أنهم المتهم الأول في ارتفاع الاسعار وكلامهم المعسول بأن لا مصلحة لهم برفع الأسعار يبقى مجرد مهدئات وقتية لا تفيد ولا تنفع، فسعر الصرف ثابت منذ أكثر من ثلاثة أشهر إلا أنهم يقومون كل يوم برفع الأسعار تحت ذرائع ارتفاع تكلفة المواد وحوامل الطاقة والنقل وغيرها الكثير الكثير.
هناك من يقول إن القرارات والإجراءات الحكومية هي من أحد المسببات بارتفاع الأسعار بل هي من تشجع التجار على رفع أسعارهم، فرغم كل التصريحات الرسمية بعد كل اجتماع حكومي عن ضرورة ضبط الأسواق والحد من الارتفاعات بالأسعار إلا أن واقع الأمر يقول عكس ذلك.
المحاولات الكثيرة من قبل الجهات الحكومية للخروج من عنق الزجاجة في ملف الأسعار الذي بات يشكل جدلية حقيقية لا يحتاج إلى التصريحات والتهديد بقدر ما هو بحاجة إلى تقديم حلول ومقترحات من شأنها أن تسهم في ضبط الأسعار وتحسين الوضع المعيشي، وهذا لن يتحقق إلا من خلال زيادة الإنتاج الذي سينعكس على حجم السوق وبالتالي انخفاض بالأسعار الأمر الذي سيسهم بتحسين الوضع المعيشي للمواطن كون القوة الشرائية ستتحسن بشكل ايجابي، فهل نستفيد من ثبات سعر الصرف ونثبت أسعارنا أيضاً أم يبقى الحال على ما هو عليه؟.