الثورة – عبد الحميد غانم:
لاشك أن خطاب السيد الرئيس بشار الأسد أمام مجلس الشعب بمناسبة افتتاح الدور التشريعي الرابع للمجلس، حمل العديد من المعاني والدلالات والرؤى التي تساعد على فهم التحولات الدولية المحيطة بسورية والمنطقة.
فالوضع الراهن المتأزم عالمياً، وانعكاساته، يجب ألا تدفعنا للاستسلام والخنوع، بل تدفعنا للعمل بشكل أسرع لإصلاح ما يمكن إصلاحه بعيداً عن آلام الجروح.
سورية هي جزء من العالم، لذلك هي ساحة من ساحات الصراع في العالم، والخيار أمامنا بين أن نتأثر فقط أو نؤثر ونحقق توازناً، وليكتمل هذا التوازن علينا أن نعمل بجد ونبحث عن حلول ونرفض الخضوع للإحباط والاستكانة للظروف بدل العمل على تغييرها.
ومن هنا فنحن على ثقة بأن تغيير الأوضاع ليس مستحيلاً – كما يعتقد البعض.. فالتغيير ممكن بشرط تغيير مقارباتنا للمواضيع وتجديد نهجنا ورؤيتنا وتحديث أدوات تفكيرنا وتفعيل عمل مؤسساتنا.
لكن الأبرز في نهجنا وفكرنا النقدي التحليلي لاسيما بالنسبة لفكر جيل الشباب أن نعمل على التخلص واجتثاث نزعة الهزيمة من عقولنا، لأنها تعد عاملاً مدمراً ومحبطاً لكل خطوات التقدم والتطوير، فلا يمكن تحقيق إنجاز بهذه العقلية.
كما يتطلب منا في عملية التشكيل المعرفي لمستقبلنا هو وعي الدور والأداء، ووعي الصراع مع ما يعانيه واقعنا من أمراض التخلف وعدم قدرة البعض على تعلم الدروس والوقوع في أفخاخ وقعنا فيها سابقاً..
وأيضاً وعي صراعنا مع الجهل وضيق الأفق، لأن هذه الأمراض والأخطاء هي التي شجعت الغريب والعدوان على التمادي، ولولاها لما تجرأ على منطقتنا خصم أو عدو.
الطاقة الإيجابية التي منحها السيد الرئيس لعقولنا وتفكيرنا تفتح لنا طاقة التفكير الرحب للارتقاء بواقعنا نحو واقع أفضل وآفاق واسعة تعزز لدينا الأمل بإمكانية تغيير الواقع مهما كانت التحديات، وأن تغيير الأوضاع ليس مستحيلاً.
