مزاعم «إسرائيل» العنصرية

الملحق الثقافي- عبد الحميد غانم:
قامت الإيديولوجية الدينية اليهودية على فكرة «الإله الملتزم» بالشعب المميز والأرض الموعودة، كما في نصوص العهد القديم اليهود.
بحسب النص الديني مدعوون لاحتلال أرض الغير بالقوة بعد إفناء أصحابها وأهلها الشرعيين، لإقامة وطن لهم تحقيقاً لإرادة يهوه.
ولتبرير هذا الأمر طرح الدين الوعد الإلهي وقضية الإيمان والوثنية.. وهذا يعني أن الإيديولوجية الدينية اليهودية الصهيونية قامت على اغتصاب حق الآخرين.
وعلى أساس هذه النقطة الجوهرية توسعت الديانة اليهودية بهدف تعزيز تلك الفكرة.. هذا الأمر هو الذي دفعها إلى سرقة ما عند الشعوب الحضارية في المنطقة لتؤلف كتابها بما يخدم فكرتها ويدعمها، وسلبت شخصيات تاريخية، وأسقطتها على زعماء قبائلها الرعوية مع تعديلات تشوهت معها معالم الشخصية الأساسية، وحملت تلك الشخصيات صفات تتناسب مع فكرة الاقتصاد كما خلقت شخصيات من خيالها المريض لتنطقها بما تريده وعقليتها، وبقي اليهود يحملون الإيدولوجية عبر التاريخ رابطين أنفسهم بأرض الميعاد، ما أدى إلى توثيق ارتباط الدين القومية في عصر نشوء القوميات.
تعد اليهودية دين وليست بإثنية أو قومية، وما تحويل الدين إلى عرف أو جنس أو قومية إلا زيف صهيوني يضلّل العقول الصغيرة.
وقد فعل الصهاينة ذلك من خلال الفكر الديني، ثم الفكر الاستعماري الصهيوني.
فالفكر الاستعماري الصهيوني لم يأت من فراغ، ومن هذا المنطلق اندمجت اليهودية كدين في الشعب والعرق والجنس والقومية بشكل مزيف، علماً بأنه خلال التاريخ لم تغب فكرة أرض الميعاد عن اليهودي المتدين.
ومع أن الكثيرين من اليهود تأقلموا إلى حد ما في المجتمعات التي عاشوا فيها إلا أن قسماً منهم بقوا في الغيتو المنغلق وعلى سبيل المثال بدأ قسم من اليهود يتأقلم في أوروبا في القرن الثامن عشر. وأخذ يشعر بانتمائه القومي.
الارتباط بالمشروع الاستعماري
وظهرت أصوات منهم تقول إن اليهودي دين، وليس بقومية، ولكن التيار الصهيوني الاستعماري الذي ظهر فيما بعد عاد للدين اليهود الجنس -القومية- التي لا تنفصل عنه.
ومن هنا أيضاً، ارتبطت اليهودية عبر التاريخ بالحركات الاستعمارية، لأن جوهرها الاستعمال بشكل ما يخدم أحد أطرافه الصراع.
هذه الإيديولوجية اليهودية، جعلت الصهاينة يعيشون في زيف وخداع دائمين، فالزيف الأول أن الديانة لم يقتصر موقفها على تحديد علاقة الكائن بالميتافيزيقيا فقط، وإنما تعد ذلك باتجاه اغتصاب أرض الغير وعنصرية الإله والشعب،
ثم جاء الزيف الثاني، وهو انتماء اليهودية إلى فلسطين من خلال أساطير العهد القديم التي جعلت من فلسطين مسرحاً لأحداثها.
وهذا ضد العلم والعقل، فلم يثبت تاريخياً أي حدث بالصيغة والشكل والمضمون المطروح في العهد القديم، وكذلك إن كان جرى على أرض فلسطين.
وعلى الرغم من كل البعثات الغربية واليهودية التي نقبت في طول فلسطين وعرضها لم تجد أي أثر يثبت أي حدث أو واقعة.. فالعهد القديم ساقط تاريخياً وجغرافياً ولا قيمة علمية له مطلقاً..
وعلى الرغم من ذلك، فقد تراكمت الأخطاء، فجاء الزيف الثالث وهو أن كل يهودي في العالم إنما أصله من فلسطين وارتباطهم بوعد يهوه المفتوح، فهل كل مسيحيي العالم نسبهم العرقي – الجنسية – القومي، إلى بيت لحم أو الناصرة.. وهل كان كل مسلم نسبته العرقية – الجنسية – القومية إلى مكة..
وإذا كان مشروع خلق وطن قومي لليهود في فلسطين قد بدأ منذ عهود قديمة وحتى العصور الحديثة، ثم البدء بتجسيده على أرض الواقع مع وعد بلفور عام 1917، فإنما هذا يعني أن القضية هي قضية استعمارية.
وما الاستناد الى النص الديني اليهودي المزيف إلا لإعطائه المشروعية الروحية والعاطفية للتأثير على العقل اليهودي الساذج لإقناعه بالمجيء إلى فلسطين.. لاستعمارها لتكون في النهاية المخفر الشرطي لحراسة المصالح الغربية في المنطقة ليس إلا.
يقول مؤسس المشروع الصهيوني تيودور هرتزل في كتابه عن «الدولة اليهودية» التي كان يحلم بها كهدف: «سنشكل في فلسطين حصناً لأوروبا في وجه آسيا، وسنكون حصناً أمامياً متقدماً للحضارة الغربية في وجه فلسطين في وجه البربرية، وإذا كانت بؤرة المشروع الاستعماري استندت إلى النص الديني، فهذا يعني أن نقض ذاك النص ينسف شرعية المشروع بكامله، وعندها لن يتبقى إلا الوجه الحقيقي.. وهو وجه مستعمل بكل صفاقته ووقاحته. فكل يهودي على أرض فلسطين هو مستعمر، وندعوه بتسميات مختلفة إسرائيلي – صهيوني..
في كل ذلك زيف رابع فاليهود في فلسطين هم إسرائيليون وهم صهاينة لأنهم استعمروا في العالم، والغرب أقاموا الكيان الإسرائيلي ويقفون إلى جانبه، ويؤيدون استعماره لفلسطين وأغلبيتهم العظمى مع عنصريته وإرهابه وجرائمه، ويمدون له المساعده بكل أشكالها المادية والمعنوية، كما يحصل اليوم في قطاع غزة وكيف تقف أميركا والغرب إلى جانب الكيان الصهيوني في عدوانه وجرائمه ووحشيته المعهودة..
الغرب وأميركا يقدمون كل ما يطلبه الكيان ويحتاجه وأكثر لأنه يعد قاعدتهم الاستعمارية وهم حارسون عليه وحرصهم على حماية صالحهم.
لماذا اللاسامية؟
الزيف الخامس اللاسامية لتبرير تقديم المساعدات لكيان الاحتلال واحتضان المشروع الاستعماري. وإن عدم الخوض في أي نقاش يمس له تحت شعار العداء للسامية ما هو إلا لإخماد الأصوات المحتجة على الابتزاز وتجاوزات اليهود، وما يفعلونه وشرعية ما يقدم لهم.
فالشعار تغطية للقضية الاستعمارية بغلاف إنساني مزيف.
إن للاستعمار وجوهاً متعددة لإخفاء حقيقته وهذا أحد الوجوه والقضية تتعلق بوعي الشعب في الغرب وأميركا لهذه الحقيقة.
وقد برزت أصوات عديدة تكشف زيف شعار العداء للسامية، وكانت تخمدها الأنظمة في الغرب لأنها ستفضح ارتباطها بالقاعدة الاستعمارية وستفضح تأثير الصهيونية العالمية عليها، كما أن قضية سام في الأساس خرافة توراتية في الأنساب وظفتها الإيديولوجية اليهودية لخلق رابطة لليهود بفلسطين.
إن الشعوب القديمة في المنطقة ليست بسامية ولم يكن لليهود أو اليهودي أي انتماء للمنطقة أو شعوبها لقد تبنى الغرب قضية السامية لأنها تخدم مصالحه بل سن قوانين لحمايتها ولا تأخذ على سبيل المثال قضية المحرقة ومؤثرة حولها من جدل وكان آخرها قصة روجيه غارودي وأكثر من هذا فلنسأل كم من الملايين راحوا ضحية الحرب الأوروبية الثانية وكم يهودي مات ونحن لا نقول العالمية لأنها حرب، وانفردت بها دول استعمارية أوروبية وجرت إليها بعض الدول العالم حتى إن الروس دفعوا إليها دفعاً بعد أن اجتاح هتلر الأراضي السوفيتية، وكان أن مات 20 مليوناً من الاتحاد السوفيتي السابق، فالمحرقة ما هي إلا خرافة أخرى صاغتها الحركة الصهيونية مع النازية لتشجيع اليهود على الهجرة إلى فلسطين.
لقد بات شعار العداء للاسامية شعاراً مبتذلاً لدرجة الابتزاز والغثيان.
فكل إنسان يتهم بالعداء للاسامية إن مس الكيان الإسرائيلي ولو بنقد صغير ونحن لا نبالي بذاك الشعار المضلل الذي يرفعه اليهود والأنظمة الغربية وأميركا لأن المحافظة على عدم مسه يعني المحافظة على القاعدة الاستعمارية والمحافظة على نفوذ الصهيونية العالمية.. هذه الحقائق باتت معروفة حتى في الشارع الغربي للواعي والمثقف فهل اليهودي مضطهد، كما يدعي؟.
فجرائمه في فلسطين والدول العربية تكشف زيف الصهيونية،فليهودي الصهيوني في فلسطين مارس أبشع وأحط ما تصل إليه سفالات الاستعمار .
من هنا نقول إن اليهودي مثله مثل الآخرين يقومون من خلال سلوكه وأخلاقه والتزامه بالقوانين والمبادئ القائمة على الحق والخير والعدل المعترف بها عند الجميع فليعيد ما يشاء حتى لو كان ما يعود الشيطان أو بثاً
إن النضال الفلسطيني في مواجهة الصهيونية يحتاج إلى فكر قادر يدعو للحق والعدل المساواة والمحبة بين الشعوب، وإن لم يكن كذلك كما هو الفكر الصهيوني فهو فكر ظلامي ومنغلق وساقط.
لقد اعتمدت الحركه الصهيونية على الغطاء الديني من أجل تنفيذ برنامجها السياسي، استندت إلى النصوص التوراتية في ترويج وتأكيد مزاعيمها وحقوقها المزعومة.
                          

العدد 1203 –3 -9 -2024       

آخر الأخبار
مباركة الدكتور محمد راتب النابلسي والوفد المرافق له للقائد أحمد الشرع بمناسبة انتصار الثورة السورية معتقل محرر من سجون النظام البائد لـ"الثورة": متطوعو الهلال الأحمر في درعا قدموا لي كل الرعاية الصحية وفد من "إدارة العمليات" يلتقي وجهاء مدينة الشيخ مسكين بدرعا مواطنون لـ"الثورة": الأسعار تنخفض ونأمل بالمزيد على مستوى الكهرباء وبقية الخدمات الوزير أبو زيد من درعا.. إحصاء المخالفات وتوصيف الآبار لمعالجة وضعها أعطال بشبكات كهرباء درعا بسبب زيادة الأحمال جديدة عرطوز تستعيد ملامحها الهادئة بعد قرار إزالة الأكشاك استثماراً للأفق المستجد.. هيئة الإشراف على التأمين تفتح باب ترخيص "وسيط تأمين" جسر جوي _ بري مؤلف من أربعين شاحنة من المملكة العربية السعودية للشعب السوري الشقيق رئيس منظمة الهلال الأحمر لـ "الثورة" المساعدات ستغطي كامل الجغرافيا السورية وسيستفيد منها الجميع وزير العدل يلتقي وفداً من إدارة قضايا الدولة في انتظار وصول طائرتي مساعدات سعوديتين من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية إخماد حريق كبير في العصرونية بدمشق القديمة المسيحيون في حلب يحتفلون.. العيد عيدان وزير التربية والتعليم يلتقي وفداً من منظمة CESVI الإيطالية رئيس مجلس الوزراء يناقش أوضاع الجامعات مع وزير التعليم العالي والبحث العلمي وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل تصدر تعميم يتضمن الإجراءات المطلوبة لتأسيس المنظمات غير الحكومية مصدر عسكري: لا صحة لأي نبأ بشأن انسحاب لوحدات قواتنا بريف دمشق في جلسة استثنائية لمجلس الوزراء.. الجلالي: الحكومة تمتلك الخبرة والقدرة على التعامل مع الأوضاع الطار... "الطيران المدني": مطار دمشق الدولي يعمل بكامل طاقته