الثورة – يمن سليمان عباس:
في الأمثال الشعبية يقولون “جاءت الحزينة لتفرح لكنها لم تجد لها مطرحاً” ترى هل هذه المقولة صحيحة تماماً؟ وهل الحزن يجب أن يبقى سيد الموقف مهما كانت الأحوال, كيف نصنع من الأشياء الصغيرة أفراحاً كبيرة، كيف نحول بعض اللحظات التي ربما لم نكن نظن أنها تأتي إلى قوة أمل تدفع بنا إلى الفرح وتجاوز الكثير مما نحن فيه؟
أسئلة كثيرة بدأ علم النفس يغوص في البحث عن إجابات لها، تارة من خلال دراسات ومقالات وتارة أخرى من خلال كتب لاقت رواجاً كبيراً (كتاب قوة الدهشة) الذي حصد الكثير من الاهتمام يتناول ذلك وفي الدراسات يتساءل المؤلف:
هل شعرت يوماً أنك عالق في دوامة لا تنتهي من التوتر والقلق؟ ربما جربت التأمل، أو العلاج، أو حتى اليوغا، لكن لا شيء يبدو أنه يعطيك النتائج التي تحتاجها. ماذا لو قلت لك إن الحل لكسر دائرة الإرهاق هذه، وتخفيف الألم المزمن الذي يلاحقك، والعثور على وضوح الهدف في حياتك قد يكون في دقيقة واحدة فقط يوميًا؟ ولا هذا ليس خدعة جديدة.
كتاب “قوة الدهشة: تغلب على الإرهاق والقلق وخفف الآلام المزمنة” من تأليف جيك إيجل ومايكل أمستر يشبه الوصفة السحرية التي لم تكن تعلم أنك بحاجة إليها. الكتاب قائم على فكرة أن استغلال لحظات من “الدهشة” – تلك المشاعر البسيطة والعابرة من الانبهار- يمكن أن يغير جذريًا شعورك على المستويين العقلي والجسدي، والمفاجأة؟ لا تحتاج إلى تسلق الجبال أو مشاهدة كسوف الشمس لتجربة ذلك. يمكنك الحصول على هذه الفوائد في الوقت الذي تستغرقه لصنع كوب من القهوة.
يغوص الكتاب في كيفية عمل الدهشة على المستوى البيولوجي، موضحًا كيف يمكن لهذه اللحظات القصيرة أن تقلل من التوتر، تخفض الالتهابات، بل وتخفف الألم المزمن، لكن الأمر ليس مجرد كلام علمي، جيك ومايكل يبقيان الأمور قريبة منك، يشاركان قصصًا شخصية ونصائح عملية تجعلك تفكر، “لماذا لم أجرب هذا من قبل؟” يشرحان لك طرقاً بسيطة لدمج الدهشة في روتينك اليومي سواء أكان ذلك من خلال الاستمتاع بلحظة شروق الشمس أو الاستماع لأغنيتك المفضلة.
ولكن هنا تبدأ الأمور في الازدياد تشويقاً، في منتصف الكتاب تقريبًا، تبدأ بإدراك أن هذه اللحظات الصغيرة من الدهشة ليست فقط لتحسين شعورك. إنها لخلق مساحة لشيء أكبر في حياتك فجأة، ذلك الإحساس بالهدف الذي كنت تطارده؟ يبدو أنه أصبح أقرب إليك، وكأن هذه الجرعات اليومية من الدهشة تزيل الفوضى العقلية التي كانت تعوقك.
السحر الحقيقي يحدث عندما تبدأ في ممارسة ما يطرحه الكتاب، في البداية، قد يبدو الأمر بسيطاً للغاية ليكون حقيقياً، ولكن مع مرور الأيام، ستلاحظ أن لحظات التوتر التي كانت تطيح بك لم تعد تؤثر عليك بنفس القوة، ذلك الألم المزمن الذي كان يثقل كاهلك؟ يشعر بأنه أخف قليلاً، ثم تدرك: هذا ليس مجرد خدعة للتنمية الذاتية، إنه طريقة لإعادة برمجة كيفية تجربتك للعالم.
في النهاية، تخرج من الكتاب بفهم عميق أن المفتاح لحياة أكثر إشباعاً ليس في إجراء تغييرات ضخمة، بل في تبني تلك اللحظات البسيطة والمذهلة التي تنتظر منك فقط أن تلاحظها، وصدقني، بمجرد أن تبدأ، لن تستطيع العودة للوراء.